روايه عاصفة الحب بقلم سهام صادق
انها رفعت عينها فيا
فداعبت والدته شعره بحنان بعدما انحني يقبل كفها
ياريتك تتجوز واحده زيها في احترامها وادابها عشان انت ياواد عايز تتعدل بلاد بره غيرتك
لتصدح قهقهته عاليا وهو يستمع لحديث والدته فدفعته امينه عنها فضمھا إليه وهو يهتف
للأسف اختياري للعروسه مش هيعجبك
لتطالعه امينه مترقبه
ترك جميع أعماله بعدما هاتفته شقيقته تخبره انهم بالمشفي ونظرت لزينه تغمز لها
شوفي شويه تعب اتخض بيصعب عليا اخويا اوي من اللي بعمله فيه
فأعتدلت زينه في رقدتها على سرير المشفى ونظرت للإبره المغروزه في كفها
حرام عليكي تقلقيه ده شويه هبوط عادي اكيد الضغط كان واطي
دلوقتي حرام اومال من شويه اقولك اتصل بفريد تسكتي وتعملي نفسك مكثوفه يتمنعن وهن الراغبات
فحدقت بها زينه بغل
ماشي ياسلمي ليكي يوم وهيجي اكيد
وظلوا على تلك الحاله إلى أن أتت الممرضه تزيل عنها إبرة المحلول بعدما انتهى تخبرهم أن نتيجه الفحص لم تنتهي بعد
واخدت تهندم من ملابسها وسلمى تساعدها وتمازحها لتجد شقيقها يدلف إليهم بفزع ناظرا لزوجته ومن دون كلمه ضمھا إليه يسألها بحنان
فأبتمست سلمي بسعاده وهي تجد شقيقها يعبر عن مشاعره دون خجل
ده شويه هبوط عادي بس سلمي أصرت نيجي المستشفى عند فارس عشان نطمن
فأبعدها عنه يسمح على وجهها بحنو زافرا أنفاسه براحه بعد أن اطمئن عليها ثم انتقلت عيناه نحو شقيقته متوعدا لها
أنتي حسابي معاكي في البيت
انا مالي ياابيه ديه هي اللي كانت عايزاك
فحركت زينه عيناها تخبرها ان تنتظر ردت فعلها حين يكونوا بمفردهما وكادت أن تهرب سلمي من أمامهم الا ان دلوف فارس وهو يحمل التقرير الطبي اوقفهم ليسأله فريد بلهفه
مالها يافارس الضغط فعلا مش مظبوط
فضحك فارس وهو يطالع نظراتهم
ضغط ايه لا المدام حامل يافريد
اقترب منها بلهفة بعدما رحلت والدته وكلا من نجاة وسلمى وابتسم كلما تذكر شقيقته وهي تختار اسم الطفل من الآن فتخبرهم تارة بأسماء الفتيات وتارة أخرى بأسماء الصبيه
لو تعرفي اد ايه انا فرحان
الرابط بينا بقى أقوى دلوقتى يازينه
فأبتعدت عنه تطالعه وهي شارده فهل وجود طفلا سينهي وعده لها سينهي دلاله ورغبته في ارضائها مشاعر كانت تجتاحها بتشتت وخوف ودون شعورا هتفت
يعني الطفل هو اللي هيضمن وجودي جانبك يعني خلاص لازم اسكت ومستناش وعدك ليا
فأبتعد عنها فريد مصعوقا مما يسمعه منها بعدما كان يحتضنها بقوة وحب
أنتي بتقولي ايه زينه انتي بتفهمي معني اللي بتقوليه
ونهض من جانبها ينظر لها ولنظراتها الهاربه منه وغادر الغرفه وقد تبدلت ملامحه الفرحه لأخرى منطفئه
وبعد دقائق كان يشعر بها خلفه
تحتضنه متمتمه
فريد انا اسفه بس فرحتي ديما ناقصه معاك ذكرى اليوم اللي عرفت فيه بجوازك من نادين لسا محفوره جوايا انا اه تقبلت نادين واتعاطفت معاها ومصدقاك بس في حاجه جوايا بتوجعني كل ما بفتكر أني مكنش ليا قيمه عندك ساعتها
فألتف نحوها وقد انطفئت عيناه
انا ونادين أطلقنا امبارح يازينه
وخطي مبتعدا عنها لتقف تطالعه بأعين متسعه
دلفت للمطعم بتردد متذكرة تلك المكالمه التي هاتفها بها مدير أعماله يخبرها أن رئيسه يريد مقابلتها الحبيب الذي كانت تركض إليه كي تراه بلهفة الأن تمشي بثقل وشعورا مضطرب اليه
ووقعت عيناها عليه وهو جالس بوقار يليق به واقتربت منه تحاول أن تداري لهفته ولكن قلبها خذلها فنظرت إليه بشوق
فهتف فادي متنحنحا من ثبوتها في وقفتها
مدام نادين اهلا اتفضلي
تردد الكلمه في اذنيها وجلست وهي لا تشعر بجسدها وتنفست بعمق حتى تستعيد حالها المخزي امامه
مدير أعمالك قالي انك طالب تشوفني
فزفر فادي أنفاسه وتعلقت عيناه بها وليته لم ينظر فالحب واللهفه لم يعدوا وكأن من يطالعها شخصا لم تراه يوما
أنتي نادتيني بأسم واحد اسمه طارق ممكن اعرف مين ده وحياته كانت ايه
فهتفت وهي تتحاشا النظر إليه
ليه عايز تعرف
فمسح على جبينه وهو يتمنى لو تذكر ماضيه الضائع
مش يمكن اكون انا طارق فعلا
وبدء يخبرها عن الحاډث الذي حدث له منذ ثلاثه أعوام ولم يكن معه حينها اي أوراق
وشرد في تفاصيل ذلك اليوم الذي استيقظ فيه ليجد سيده جميله وانيقه رغم كبر سنوات عمرها تقف أمامه سعيده انه قد فاق اخيرا
وأخذت تعتذر منه بشده بلغه كان لا يفهمها إلى أن بدأت تحادثه بالعربيه التي تجيدها فهي بالأصل لبنانيه
علم انها من تسببت له بالحاډث ولكنه كان لا يتذكر اي شئ وكأن عمره قبل تلك اللحظه قد محي بالممحاة
ولشعورها بالذنب اعتنت به واغدقت عليه برعايتها إلى أن أصبح بصحه جيده فقرر حينها ترك منزلها ولكنه كان كالضائع عرضت
عليه العمل معها لتكتشف انه فنان رائع بالرسم وكما تعلم منها العمل كانت تقترب منه أكثر
وبعد سته أشهر من الحاډث عرضة عليه الزواج معترفه له انها أحبته وتريده رغم فارق العمر بينهم
كل شئ كان يسير معه بسرعه عجيبه وكأنه في سباق مع الزمن
زواج ثم معجزة حمل ليزا الذي لم تحظى به مع ازواجها الآخرين ومع مرور الوقت نسي انه يعيش بأسم آخر اعطته له ليزا ولولا لكنته ماكان عرف انه مصري المنشأ ولكن لماذا أتى إيطاليا ومنذ متى ولمن لا يعلم
النجاح السريع وظهوره كمصمم جديد في الساحه انساه أنه ليس ذلك الرجل الذي هو عليه الآن فهو ليس ب فادي النويري
تعجبت من صمته بعد أن ردت على سؤاله فقد أخبرته عن اسمه بالكامل والمعلومات التي تعرفها عن أهله ف والديه مټوفيان ولديه شقيقان من والدته فأغمض عيناه ليركز في حديثها
بس هي ديه المعلومات اللي عارفاها عني طب وانتي كنتي تعرفيني منين
فتجمدت ملامحها وهي لا تعرف بما ستجيبه هل ستخبره انها الحبيبه التي انتظرته ام ستخفي حقيقتها وفي النهايه حسمت امرها
كنا بنحب بعض
قالتها وهي تخفض عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر لتتسع عين فادي بدهشه
التقطت كف والدها علي فراش المشفى تركت نفسها حره طليقة بروحها المکسورة تستغل غفوته فتخرج له كل مكنوناتها
كان يتظاهر بالنوم ولكنه يسمعها
الحاجه الحلوه اللي كنت مستنياها ضاعت معرفنيش قالي ان حبنا كان في الماضي انت عندك
حق انا مشئومه
فضغط عدلي على كفها كي تشعر به فرفعت عيناها نحوه والدموع تنساب على وجنتيها رغم أنه كان يقول لها تلك الجمله كثيرا الا ان نطقها لها واعترافها بشئ غرسه هو فيها آلمه
انا وفريد أتطلقنا
أرادت أن تخبره اليوم بكذبتها واوجاعها
جوازنا زي ما انت كنت شاكك فيه مجرد لعبه مش عشان المشروع الشخص اللي كان بيحافظ عليا ليه خلاص بقى شخص تاني
وضحكت ساخره
بقى رجل أعمال يابابا مش انت كنت عايزه كده
انا كنت بعمل فيكي زي ما اتعمل فيا وھموت زي ماهو ماټ
بس الفرق انا سيبته ېموت من الآلم على سريره اما انتي واقفه جانبي ماسكه ايدي رغم كل اللي عملته فيكي حبتيني
وسعل بقوة وهي يطالعها
عدلي الزيات القاسې عنده بنت زيك لو كان عاش ليا ولد يمكن كنت دفعت التمن
بدأت مؤشراته الحيويه تتراجع لتنظر له بقلق وخرجت راكضه من غرفته تهتف بأحد ينجدها
ووقفت خارج غرفته تلطقت أنفاسها ليخرج الطبيب المختص بحالته
لازم نبقى مستعدين انا قولتلك وقولتله مرضه ملهوش علاج مجرد وقت مش اكتر
لتهوي علي ارضيه المشفى تبكي بآنين فالمال الذي عاش والدها يجنيه لم يفعل له شئ حتى في مرضه
من يصدق أن شهرا مر علي زواجها رددت اسمه بخفوت وهي تستمع لدرسها في مركز اللغه لتنتهي المحاضره فتخرج من المبني الذي تدرس فيه لتجده ينتظرها رغم مشاغله الا انه لا ينساها
ودلفت للسياره بحماس
أصبح يعشقه فيها
المحاضر قالنا النهارده نتكلم كل كلامنا انجليزي وبلاش عربي عشان اللغه تتحسن اكتر
فأبتسم يوسف وهو ينطلق بسيارته وبدء يتحدث معها بالانجليزيه وكأنه نشرة أخبار فكانت تلتقط الكلمات وتفهمها ولكن الصعوبه كانت في الرد عليه فهتفت بصياح
انت واحد عيشت اغلب عمرك في أمريكا راعي أني مطلعتش من ام الدنيا واتكلم معايا بشويش
لتصدح ضحكات يوسف وهي لا يصدق ان نصيبه كان في نقيضه التام
أنتي فظيعه ياشهد
فحدقت به پشراسه وهي ترفع حقيبتها نحوه بتحذير
اتكلم براحه وانا ارد عايزه اكون زيك
مسترخي بجسده يفكر في حال نادين
وأقتربت منه تسأله
انت لسا زعلان مني
فزفر أنفاسه حانقا
ايوه يازينه وياريت تسبيني لوحدي عشان عقلي مشغول واه بطلت ادلع وأراضي مش خلاص وفيت بوعدي
هتف بحزم مصطنع ليجدها تنهض من جانبه تكتم صوت شهقاتها وتدلف للغرفه تتسطح على الفراش باكيه
ليشعر بتأنيب الضمير اتجاهها فنهض يتبعها ليجدها تضم ساقيها وتضع يداها بينهم
شوفتي الكلام بيوجع ازاي
فرفعت عيناها نحوه
بس انت كنت السبب في كل ده ونسيت أني استحملت معاك
ما انا كنت براضي وادلع
فألتمعت عيناها پشراسه وهي تشعر وكأن دلاله لها سيقضي علي ما عاشته وهتفت بعند
وهتفضل تدلع وتراضي يافريد وهحكي لولادنا على اللي عملته
ووضعت يدها على بطنها تحادث جنينها
شوفت ياحبيبي بابا اتجوز عليا وانا كنت لسا عروسه ده حتى ملحقتش اتهني كان ظالم اوووي ولسا ظالم
لتتسع عين فريد من فعلتها
انا ظالم يازينه
فحركت رأسها مجيبه
ايوه ظالم
ليجذبها إليه ناظرا لها بتوعد
طب انا هوريكي الظلم الحقيقي
ولم يكن ظلمه الا أغرقها بحبه أكثر حتى لم يعد اختيارها الا الصفح
ابتسمت امينه بسعاده كلا من زينه وسلمى اقنعوا نجاة بأن تذهب مع سلمي لعرس إحدى صديقاتها والعريس بالمصادفه كان أحد أصدقاء فارس
رفضت نجاة بشده ولم ترى داعى لذهابها ولكن بعد المحايلة رضخت للأمر وارتدت ملابسها المحتشمه
وها هي الآن تنتظر سلمي وتجلس بجانب امينه التي لا تفعل شئ هذه الأيام إلا تدليل زينه فالحفيد القادم أصبح يحتل عقلها وقلبها
كان العرس صاخب غير الملابس المبتذله
سلمي كانت طيلة الوقت تنهض لتعانق أصدقائها وهي لا تفعل شئ إلا خفض عيناها على يديها المتشابكه
إلى أن أصابها الضجر فنهضت تخرج لخارج القاعه حتي تبتعد عن ذلك الضجيج
لحظات مرت وهي تتنفس الهواء بذهن شارد لتأتي ذكرى والدها فتسقط دموعها بحنين إليه
خرجتي من القاعه ليه
صوته أدركته وميزته فمدت يدها تمسح دموعها قبل أن تمر من أمامه عائده للقاعه
مافيش حاجه اتخنقت شويه
لينظر لها فارس بتمعن
أنتي بټعيطي ايه اللي حصل حد ضايقك هنا
ولم تكن تقصد أن ترفع عيناها نحوه ولكن نبرته الحنونه ذكرتها بوالدها لتدرك بعدها خطأها فأبتعدت عنه تلوم نفسها على ضعفها
ايه اللي عملتيه ده يانجاة
فألتف فارس يرمقها بنظرات جامده وشعورا غريبا بدء يدغدغ قلبه ولكن مازال للقلب صحوة أخرى
نظرت كاميليا لسهر واحمد براحه وهي تراهم هكذا جالسين أمامها ويتناولون معها العشاء لولا بعد شهد عنها لكانت سعادتها اكتملت ليآتيها صوت أحمد الذي يشبهها في حب المزاح
مالك ياكوكو
فوكظته كاميليا بذراعها ضاحكه
عيون كوكو
لتضع