رواية بقلم مي العدوي
عينه
حمد لله على سلامتك يا بابي..شوفت شكلك تعبت ازاي مقولنا بلاش تنزل
عم حسن ابتسم وفتح عينه..مهو مش معقول هفضل محمل امك حمل البيت كله عليها
كانت مريم لسه هتتكلم بس قاطعها صوت جاي من جوا..
مريم يا بنتي معلش يا نن عيني البسي وانزلي هاتيلي كيلوا دقيق سميد عشان اعمل بسبوسه
حاضر يا ماما..معلش يا بابا هسيبك انا دلوقتي بس هنكمل كلامنا دا بالليل
والحمد لله لحسن حظي اني بخلص لبس في خلال خمس دقايق والا كان ابو وردة بيتحدف عليا
روحت السوبر ماركت جبتلها الدقيق وكالعادة جبت شويه ټوفي..وانا راجعة بدات اوزعهم علي اطفال حارتنا اللي كانوا بيلعبوا في الشارع..
كنت لسه جاية ادخل من بوابة البيت وانا كنت طايرة من السعادة بس لقيت يونس هو كمان داخل من البوابة
وقفت قدام البوابة ووشي بقي احمر واتكلمت باحراج..اهلا..اتفضل اطلع
بصتله پصدمه من كلامه اللي نهاه بغمزة من عينه القزرة دي..معقول هو ده يونس هو اي اللي حصله وانا اللي قولت عليه انه محترم وشكل داليدا هي اللي عايزة الصور وغاصبين عليه الجواز
بصتله بقرف لما رجع كمل كلامه القزر زيه وتفيت في وشه..انت واحد ژبالة ومش محترم..واستني عليا والله ل هفضحك لعموا بلال
اما التاني وقف بص في مكان مكانت واقفة پصدمه وبعدين ابتسم بخبث وهو بيرجع خصلات شعره لورا..بس شكلنا هنتسلي..باين كدا انها بنت عم حسن..صديق والدي العزيز
صعدت مريم درجات السلم الي ان وصلت امام باب احدي الشقق لتطرق عليه عده طرقات بسيطة وهي تاخد انفاسها بسرعة كبيرة ونبضات قلبها عالية..
هوش وطي صوتك عمك بلال وعياله جوا ادخلي سلمي عليهم
ابتسمت مريم بهدوء وعدلت هدومها وشعرها بعد لما امها دخلت.. وبعدين دخلت
مريم دخلت الصالون وعلي وشها ابتسامه..السلام عليكم
بس كانت الصدمه من نصيبها لما لقيت يونس قاعد جنب والدته والغريب ان لبسه غير اللبس اللي كان واقف بيه تحت
مريم اكتفت انها تشاور باديها وهي مصدومه..اهلا
وما هي الا ثواني حتي سمعت صوت من الخارج لتنظر باهتمام الي الخارج ربما تلمح شئ ما..
ظلت دقيقة حتي علت الصدمه وجهها واتسعت عيناها من الصدمه..وهي تراه ياتي ناحيتهم وهو يرمقها نظرة خبث ويذهب ناحية والدها ليقوم بالسلام عليه..
الي ان وقف امامها وهو يمد يده لها ونظرات الخبث تظهر في عينه..
مريم سلمي يا بنتي علي محمد ابن عمك بلال
خرجت من تفكيري علي صوت بابا فابتسمت باصتناع..اهاا اهلا..منطقتش غير الكلمه دي وانا بمد ايدي اسلم عليه وسحبتها بسرعة
عم بلال هنا اتكلم بعد لما محمد قعد جنب داليدا اللي كانت مش مهتمية باللي بيحصل حواليها وماسكه التلفون وبتقلب فيه..دا محمد اخو يونس التوام
اهاا دلوقتي فهمت..شكله هو دا اللي مش محترم اللي كان عايز صور البنات..واضح عليه اوي..بس الحمد لله يونس طلع محترم وطيب وحلو..ابتسمت علي اخر كلمه وجهتها لنفسي
بس بسم الله ما شاء الله عليها بنتك يا عم حسن ادب وجمال ورقة ربنا يحميها
ربنا يخليكي ياست زينب
بصتلها وابتسمت بهدوء..وفجاة لقيتها ب تبتسملي واتكلمت وهي بتشاور جنبها..تعالي يا مريومه اقعدي هنا جنبي
اتكسفت وكنت ناوية ارفض خصوصا ان يونس قاعد جنبها..بس نعمل اي بقي اطريت اقوم اقعد جنبها اصل بابا حبيبي دا قالي اقوم اقعد جنبها..استني عليا بس يا بابا
قومت قعدت جنبها وكان يونس من الجانب التاني وفضلنا نتكلم شويه وطبعا مسلمتش من نظرات محمد الحقېرة
شويه وحمد ربنا ان ماما نادت عليا عشان نحط الأكل
حطينا الاكل وندهت عليهم
يع بابي اي دا هو انا هقعد علي السفرة المقرفة دي
كان صوت داليدا المتكبرة دي وهي واقفة بعيد عن السفرة شويه
السفرة كانت قديمه بس كويسة وصالحة اننا نقعد عليها..السفرة مكناش بنقعد ناكل عليها..لان بابا معلمنا من صغرنا اننا منتكبرش وعلمنا البساطة ونرضي باي شئ وبالبسيط..هو اه السفرة مش هي اللي هتحدد التواضع بس مكناش بنحب نقعد عليها ليه بقي نقعد عليها عشان قال اي..علي راي اختي خديجة عشان الاتيكيت واننا كدا بيئه قدام الناس ولازم تكون كل حاجة بريفكت
داليدااا احترمي نفسك وبلاش قلة زوق
داليدا نفخت بضيق واتكلمت بقرف وهي بتقعد..اوف حاضر يا بابا
قعدنا ناكل وانا كنت قاعدة جنب طنط زينب ام يونس زي ما كانت عايزة..
وفي خلال ما كنا بناكل سمعنا صوت باب الشقة بيتفتح..
عم حسن اتخض واستغرب مين قدر يفتح الباب وكان لسه هيقوم بس ابتسم لما سمع الصوت جاي من برا
بابا ماما مريم..انتوا فين انا رجعت من السفر..
اوه نو..دا انا شكل غيبتي طولت لدرجة وصلت ان في مزز عندنا هنا في الشقة..دول صواريخ كمان..
يتبع
الفصل السادس
بابا ماما مريم..انتوا فين انا رجعت من السفر..
اوه نو..دا انا شكل غيبتي طولت لدرجة وصلت ان في مزز عندنا هنا في الشقة..دول صواريخ..
سمعت مريم ذلك الصوت وهذا الكلام ليمتعض وجهها ونظرت الي الصوت لتري انها ومن غيرها شقيقتها تلك الشقيقة التي تقضي معظم اوقاتها خارج المنزل ومعتادة فقط علي الرفاهية
تعالي يا خديجة حمد لله على سلامتك..سلمي علي عمك بلال ومراته الست زينب
خديجة قربت منهم وسلمت عليهم وهي عنيها علي يونس واخوه
اي يا بابا مش ناوي تعرفنا مين دول كمان
ده يونس واخوه التوام محمد ودي داليدا اخت يونس
خديجة بصت علي داليدا بس مهتمتش ليها اوي
اقعدي يا خديجة كلي معانا
خديجة ابتسمت بخبث واتكلمت وهي بتقعد قصاد يونس..مع اني لسه اللي اكلة وانا في الطريق بس يلا مفيش مانع هاكل تاني معاكم
بعد مرور بعض الوقت..
كان قد تجمع الجميع في صالون المنزل وهما يتبادلوا الاحاديث..
حتي عم الصمت بينهم لدقائق قليلة ليقطعها صوت عم بلال وهو يردف بتسال..الا يا حسن متقدرش تلاقيلي شقة للبيع..
طبعا انت عارف اني كنت مسافر وعايش برا ولسه يدوب اللي راجع من شهرين..
دورت علي شقة كويسة بس كان كلهم ايجار وانا الصراحة مش بحب الايجار
عم حسن فضل ساكت وهو بيفكر لحد لما ابتسم وهو بيقول..اي رايك لو اخدت الشقة التانية اللي فوق
هي نظامها زي دي
موافق طبعا دا حتي نكون قريبين من بعض..بس مين صاحب الشقة اللي فوق وهيوافق ولا لا علي اني اشتريها
عم حسن ابتسم وهو بيفتكر والده..ابويا
الله يرحمه كنت انا ابنه الوحيد..كان لما قرر يشتري البيت هنا اخد البيت كله بالتلت ادوار..كان حابب ان يكون دور ليه ودور ليا وكانت ماما الله يرحمها كانت حامل وكان بابا من النوع اللي هو بيعمل للمستقبل..بس للاسف بعد ولادة اخويا بشهر اټوفي..ومن لما كبرت وحس انه مۏته قرب وهو كتب كل حاجة باسمي
ربنا يرحمه.. وبعدين رجع ابتسم..طيب هاا بقي ناوي تبيعها بكام اصل مش معقول الاقي فرصة زي دي تجمعني بصديقي وارفض
يا راجل متقولش كدا وخودها كدا من غير فلوس
لا دا حقك ولازم ادفع
بابا انا مستحيل اعيش في شقة زي دي..دي مقرفة وللناس الفقيرة
وكان كالعادة صوت داليدا المتكبرة..
بس المرادي عم بلال متعصبش وقرر يبقي هادي..انا فعلا دلعتك زيادة عن اللزوم..بس حابب اقولك يا داليدا اني هشتري البيت ده وهنعيش فيه..وافتكري كويس ان ابوكي كان في يوم من الايام كان عايش في بيت اوحش من دا..قولي الحمد لله يا بنتي لان في ناس كتير مش لاقية بيت اساسا
مر اليوم بسلام حتي غربت الشمس وبدا الظلام يسيطر علي المكان..
وفي تلك الغرفة البسيطة فتح الباب ودخلت منه وعلي وجهها الارهاق لتغلق الباب خلفها وتاخد نفسها عميقا وهي ټشتم رائحة الورد المنبعثة من غرفتها..او لنقل انها منبعثة خاصه من البالكونه الصغيرة التي يملائها الورد
اكملت سيرها حتي وصلت إلى فراشها لتنظر له.. ثواني حتي كانت قد القت نفسها علي الفراش وارخت يدها بجانبها علي الفراش مغمضة العين وهي فقط تشعر بالڠضب..
ظلت الافكار تدور في راسها الي ان انتفضت جالسة علي الفراش وهي تحدث نفسها پغضب..اه يا بجاحتك قاعدة لازقة فيه وعاملة نفسك رقيقة قال
لحظة طيب وانا مالي..ظلت الافكار تدور في راسها حتي رسمت البسمه علي وجهها وارتمت مرة اخري علي الفراش وهي تغمض عيناها وتستنشق راحة الورد الذي تعشقة..
وهاا قد سيطرت الافكار علي عقلها لتتسع ابتسامتها اكثر وهي تتذكر ملامحة وضحكاته اللطيفة..ولكن ما يدور في عقلها الان ما هي تلك النظرات التي ظل يرمقها بها طيلة اليوم وماذا تعني
...
لو سمحتي ممكن تعمليلي بوكيه ورد علي زوقك لخطيبتي..
ابتسمت له بهدوء واومات له لتبدا باعداد باقة من الورد..
لتبدا بسقي الورد بعدها وهي تدندن احدي الانغام الهادئة.. وبعد ان انتهت امسكت احدي الوردات تستنشق رائحتها وهي تبتسم لانها واخيرا قد حققت حلمها
بدات تحدث نفسها وهي تستنشق رائحتها..يااه انا مش مصدقة نفسي..واخيرا حققت حلمي وشايفاه بيكبر قدام عنيا..
عدت التلت سنين بالسرعة دي..
_ممكن من فضل مريومه تحضرلي بوكيه ورد علي زوقها..
الصوت كان جاي من ورايا..دقات قلبي بقيت عالية والابتسامه اترسمت علي وشي..لفيت عشان اشوفه..واه علي جماله طول عمره بيخطف قلبي وعيوني كانت عايزة تطلع قلوب مخصوص عشانه
هو انا ينفع اخبيه عن عيون الناس كلها
_هاي مريومه روحتي فين
فوقت من سرحاني علي صوته وهو واقف قدامي تماما وبيحرك ايده قدام عيني
ابتسمت..هاا معاك اهو..قولي بقي عايز الورد لمين..خالتوا زينب صح..انا عارفة هي بتحب اي ثانية واحدة احضره..
_لا لا هو مش ليها..
رجعت لفيت تاني ليه وبصتله باستغراب..امال لمين
_يونس ابتسم..لخطيبتي..
يتبع
الفصل السابع
_يونس ابتسم..لخطيبتي..سكت لحظة ورجع كمل تاني..الورد عايزة لخطيبتي..
مريم كانت واقفة قدامه مصدومه ومش مصدقة..خطيبة ازاي لا مستحيل..يو..يونس هو انت خطبت و وامتي
_يونس ابتسامته وسعت اكتر..لا هو في الحقيقة لسه مبقتش خطيبتي رسمي..انا استاذنت من والدك وقولتله هاخدها عشان عاملها مفاجاة وهناك هعترفلها بحبي
مكنتش مستوعبة حاجة..هو هو ازاي هيخطب طيب وانا..دا بيحبها..حسيت بدوخة بسيطة ونغزة في قلبي..
حطيت ايدي علي قلبي وكنت هقع بس يونس لحقني بسرعة وقعدني علي الكرسي وقعد قصادي
_يونس باصلها بقلق..مريوم انتي كويسة..فيكي حاجة
بس انا مكنتش مركزة مع كلامه..كل اللي كان بيدور في دماغي انه بيحبها وهيعملها مفاجاة..لحظة دا
قال والدك..هو قصده