الأربعاء 08 يناير 2025

رواية منة من الفصل التاسع عشر حتي الثالث والعشرون

انت في الصفحة 10 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


كل شيء بالنسبة لك تشعر بأنك بلا قيمة بالنسبة له وجودك لا يشكل أي فارق لديه عندها تشعر بأن عالمك ينهار
فأنت جعلته محورا تدور حياتك حوله فمن أجله تفعل أي شيء وكل شيء
نهاية الفلاش باك
أكمل سمير بهدوء متذكرا كل لحظة ألم مر بها
من وقتها معرفناش عن ناهد أي حاجة
لو إنتي مكاني بعد ما عرفتي كل ده وواحدة جت قالتلك إن حفيدتك هربت وماكنتش نايمة في البيت

وتلقيها راجعة في نفس اليوم الصبح مع واحد في عربيته ويعزمها على العشا بليل وتخرج معاه
وده كله وهي مخبية على جدها وكل ما يسألها
تقوله ما فيش حاجة والشاب ده يأكد فعلا إن في بينهم حاجة متوقعة
ردة فعلي وقتها المفروض تبقا عاملة إزاي وخصوصا بعد ما روحت لجوزك بعدها وكلمته هو حتى مبررش أي حاجة ولا قالي أي حاجة
حتى بعد جوازكم
لم تعلم ماذا من المفترض أن تقول فهي لم ترتكب أي خطأ ولكنها من وجهة نظره فعلت الكثير حيرتها
في اللحظة كانت أسوأ من أي شيء صډمتها بأن والدتها لم تمت بعد ولادتها هي فقط مصډومة محتارة لا تعلم ماذا من المفترض أن تفعل كيف ستتخطى صډمتها هل عليها أن ترضى بالأمر الواقع
وإن كانت والدتها مازالت حية لماذا لم تحاول الوصول لها لماذا لم تحدثها حتى الآن هل تعلم والدتها بوجودها وأنها على قيد الحياة
لماذا تصدمها الحياة كل مرةكلما اعتقدت أن حياتها
أصبحت على ما يرام تدمر كل شيء في لحظة أمام عينيها
قطع تفكيرها صوت جدها
سمير بهدوء
وزي ما أنا قلت قبل كده أنا عندي استعداد أطلقك منه دلوقتي
لم ترد عليه إكتفت فقط بالصمت وهي تنظر ليامن
پألم حاله لم يختلف كثيرا عنها فهو يتألم لألمها
كانت تعلم أنه يمنع نفسه بصعوبة من إطلاق غضبه
فنظرة عينيه قاسېة وفكه مشتد بشدة
بهدوء لكنها لم ترفع حتى يدها لتبادله العناق
منعت نفسها بصعوبة من البكاء وهي تفكر كيف حال والدتها هل هي بخير أم مريضة مازالت على قيد الحياة حتى الآن أم لا وأهم سؤال في كل هذا لماذا تركتها لما لم تأخذها معهاهل تكرهها ولو تحبها لما تخلت عنها
ابتعد عنها جدها بهدوء
سمير بمواساة وشفقة عليها من صډمتها
أنا عارف إن الموضوع صعب عليكي بس لازم تعرفي إن إحنا خبينا عليكي علشان نحافظ على صورة والدتك قدامك بس دلوقتي إنتي بقيتي كبيرة كفاية إنك تفهمي كل الكلام ده
عضت ليل على شفتيها بقوة تمنع دموعها من النزول
ليل بصوت ضعيف
بتمنى إني معرفتش حاجة ولا سمعت الكلام ده
سمير بهدوء محاولا دعمها
ناهد كانت بتحبك يا ليل لحد آخر لحظة كانت متمسكة بيكي حتى لما عرفت إن حملها هيبقى خطړ عليها أصرت إنها تحتفظ بيكي
يامن پغضب فهو يشعر باحتراق قلبه من أجلها
أظن كفاية لحد كده يا سمير بيه كنت عايز تتكلم معاها واتكلمت أول لما تهدى وتستوعب هخليها تكلمك
نظر له ببرود وهو يقترب منه
سمير پغضب شديد
مظنش إنك هتحدد المفروم أعمل إيه ومعملش إيه
يامن بهدوء محاولا استجماع كل صبره وهدوئه
مظنش إن هي هترد على حضرتك دلوقتي وأنا بوعدك إنها لما تهدى هجيبها لحد عندك
لم يكلف نفسه بالرد عليه بل توجه مسرعا للخارج وهو يلقي نظرة أخيرة على تلك التي تجلس پانكسار وحزن شديد
بمجرد سماعها لإغلاق الباب كأنها كانت إشارة لها
لتطلق سراح دموعها تبكي بحړقة شديدة سامحة له بأن يرى ضعفها واڼهيارها فهذه ليست أول مرة يراها هكذا ويبدو أنها لن تكون الأخيرة
اقترب يامن منها بخطوات حذرة جالسا على ركبتيه أمامها
مد يده بهدوء يمسح دموعها وهو يشعر بروحه تتمزق من أجلها
ضمھا لصدره بقوة يحتويها عله يسحب ألمها
عناقه لها كان أبلغ من أي كلمات قد يقولها في مثل هذا الموقف
أما هي فكانت تشعر بالتخبط الألم الصدمة والإحباط من هذه الحياة
يامن بهدوء وهو يشعر بتأنيب الضمير فهو من أجبرها على هذا الزواج
آسف أنا السبب في كل ده لو مكنتش ظهرت فحياتك أكيد كل حاجة كانت هتبقى أحسن
ليل بهدوء وصوت مبحوح من كثرة بكائها
أنا متلغبطة ومش عارفة أفكر في حاجة بس الحاجة الوحيدة اللي متأكدة منها إنك لو مكنتش في حياتي أكيد كنت هبقا متدمرة
ابتعد عنها ناظرا لملامح وجهها
ومع كل دمعة تنزل من عينيها يشعر پألم في قلبه
بينما أغمضت عينيها بهدوء
يامن پألم وصوت أجش
كان المفروض مخلهوش يشوفك مكنش المفروض تقابليه أصلا بس هو اللي أصر
ليل بابتسامة صادقة ودموعها لم تجف
على قد ما زعلت بس فرحت إن ماما ممكن تكون لسه عايشة
يامن بهدوء مقسما على إيجادها
متقلقيش إن شاء الله هعرف كل حاجة عنها وهنوصلها
واستطرد بهدوء نظرا لعينيها يتأمل فتنتها محاولا أن ينسيها أو على الأقل يصرف انتباهها
وعينيه ترسل النظرات الحانية العاشقة لعينيها كأنه يضمها بنظراته
ألم أخبرك قبلا أن الدمع لم يلق يوما بعينيك
وإن ذرفت عيناك دمعة سأضمها
فيا قرة القلب تعالي إلي حضڼي لتكون ساكنته
ألقي برأسك على كتفي
فهمومك هي همومي
غمك هو غمي
وحزنك هو حزني
فيوما ما سينتهي كل هذا وما سوف يبقى هو عشقي لكي
كانت كلماته كالبلسم تطيب چروح قلبها هذا الرجل لا يستحق منها أن تؤلمه ولو بكلمة فابتسمت بهدوء تنفض عنها حزنها فهي تعلم أنه يتألم لألمها
ليل بمزاح وهي تبتسم بهدوء
والله إنت فايق وأنا المفروض أروح دلوقتي أقعد مع الضيوف أكيد نينا اتضايقت إني سيبتهم ومشيت
يامن بابتسامة هادئة يمرر منديله على وجهها ليمسح أي بقايا لدموعها
لو إنتي حابة متقابليش حد وعايزة ترتاحي شوية
إطلعي وأنا هعتذرلهم بدالك هقولهم إنك تعبانة شوية
ليل بهدوء وهي تشعر بقلبها يكاد ينفجر من عشقه
فهو يراعي مشاعرها بشدة
لا أنا كويسة جدا هغسل وشي بس وهروح ليهم
تمام بس خلي بالك من نفسك ولو حسيتي إنك مش مرتاحة اطلعي على الأوضة وأنا هجيلك على طول
أومأت بابتسامة هادئة وقبل توجهها للخارج عانقته بقوة كأنها تستمد منه قوتها
مرر يده على ظهرها بحنان
يامن بهدوء وحنان جارف
متقلقيش هفضل جنبك لآخر نفس فيا
اقتربت منه مقبلة خده برقة متناهية علها ترد بها ولو جزءا بسيطا من الشعور الذي يشعرها به ثم فرت من بين يديه بسرعة متجهة للخارج
.........
فور خروجها قابلت الحاجة فاطمة وهي في طريقها لمكتبه
الحاجة فاطمة بهدوء معاتبة لها
ينفع تتأخري الوقت ده كله والناس جاية تشوفك وتسلم عليكي
ليل باعتذار وهي ترد عليها بصوت هادئ
آسفة يا نينا بس اتشغلت مع يامن شوية وجدو كان موجود فكنت بسلم عليه
الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة
خلاص مفيش مشكلة روحي المطبخ للبنات قوليلهم يبدأوا يحطوا الأكل ويجهزوا الحلويات والعصير وتعالي بعدها سلمي على الكل
وإحنا كلنا هنبقا قاعدين مع بعض على الغدا
أومأت ليل بهدوء
ليل بهدوء
حاضر بس المطبخ فين
الحاجة فاطمة بهدوء
بعد أوضة السفرة على إيدك الشمال
أومأت بهدوء متجهة نحو المطبخ تحمد ربها أنها لن تضطر للحديث ولو لبعض الوقت
عند دخولها للمطبخ تفاجأت بوجود لبنى تصرخ بصوت عالي وهي تلقي الأوامر هنا وهناك
ليل بهدوء للخدم متجاهلة وجودها
ابدأوا حطوا الغدا دلوقتي وجهزوا الحلويات والعصير
لبنى پغضب وصوت عالي
وإنتي مين علشان تقولي إيه اللي المفروض يتعمل ولا ميتعملش أنا هنا اللي أقول وبس
لم ترد ليل عليها واكتفت بتوجيه حديثها للخادمة
طلعي السلطات الأول
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 11 صفحات