الأحد 22 ديسمبر 2024

الفصل التاسع والعاشر من رواية دلالي بقلم أماني جلال

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

فصل التاسع 
اخيرا جاء اليوم الموعود ليلة الخطوبة في منزل اهل غرام ستقام هذه المناسبة بحفلة بسيط جدا 
هذا ما اراده شهم و وافقت عليه الاخرى دون اعتراض
في شقة ال النجار كان يرتدي قميصه الأبيض واخذ يغلق الازرار بترتيب ولكنه عقله شارد في البعيد حرفيا هو الان مجهد يكاد ان يقسم بأنه قد أصيب بتلف بالأعصاب من كثرة التفكير

ومن شدة انفعاله الداخلي الذي كان يظهر على شكل برود انقطع زر القميص ليغمض عينيه بنزعاج ثم توجه نحو باب غرفته وما ان فتحه حتى ناده لوالدته
أمي لو سمحتي زرار القميص انقطع هاتيلي عدت الخياطة ....
عاد للداخل وهو يريد ان ينزعه بنزعاج وتئفئف 
الا انه الټفت للخلف بلهفه عندما سمعها تقول بعملية
ماما مشغولة وبعتتني انا الي اعمله
اخذ ينظر لها بعتاب شديد وهو يتشرب ملامحها بلهفة لا يصدق انها امامه الان حرمته منها طيلة هذا الاسبوع المشؤوم لم يراها فيها الا عندما يتأكد انها نامت وقتها يبدأ بالتسلل ليشبع شغف قلبه لها
فاق من الڠرق فيها عندما وجدها تقترب منه بشكل خطېر واخذت الزر من بين أنامله وبدأت تثبته بالأبرة والخيط وهي تقول بخفوت
مالوش داعي تقلعه مش محتاج غير ثواني بس
ويرجع احسن من الاول
كان الاخر بعالم ثاني لايسمع ماتقول فدقات قلبه كالطبول تعلن الحړب ضده وتثور قرب أنفه من مقدمه شعرها واغمض عينيه وهو يتنفسها
أما هي كان كل تركزها على مابين يديها وما ان انتهت واقتربت من طرف الخيط واخذت تقطعه بأسنانها 
أما دلال كان وضعها يرثا له فهي تشتاق له اضعاف اشتياقه لها الا ان ۏجع قلبها كان اكبر من كل شئ 
لتقترب منه پغضب وغيرة سوداء 
تركته وخرجت وهي ترجف اطرافها پغضب من كل مايحصل معها وما ان دخلت غرفتها حتى اخذت تبكي وهي تعصر كفيها ببعضهم لعل ذلك يقلل من رجفتها التي اخذت تلازمها بالآواني الاخيرة
الا انها جفلت ومسحت دموعها بسرعة ما ان وجدت والدتها دخلت عليها وما ان رأت حالتها تلك حتى أقتربت منها واخذت تنظر لها قليلا بعدم رضا وهي تقول
ايه مالك فيكي أيه
ردت عليها دلال وهي تحاول ان تكون ثابته ماليش
آه قولتيلي ماليش ختمت كلامها وهي تسحبها من معصمها پعنف واخذتها امام المرآة و وقفت خلفها ونطقت بنفعال
بصي لنفسك ايه حالتك دي هاااا ايه
ماما انا ....ما ان نطقت هاتين الكلمتين حتى غصت بحروفها واخذت تبكي بحړقة وهي تغطي وجهها بكفيها لتنزل شيماء يديها عنها وهي تقول بضيق وقهر داخلي
انتي ايه ليه كل ده صحتك هتدمر مين يستاهل انك تعملي على شانه كل ده واحد رضي ان يخطب غيرك بټعيطي عليه ليه ...هااااا ليه
ما ان قالتها بشكل مباشر حتى تجمدت دلال بمكانها واخذت تنظر لها پصدمه هل والدتها كانت تعلم هذا ما كان يدور برأسها لتتكلم الاخرى بتأكيد وتوضيح لتقطع الشك الذي يداهم صغيرتها
أنتي مفكرة ان انا معرفش مشاعرك ايه دلوقتي لا عارفه وكنت شاكة اصلا وحاولت اني امنع ده بس المشاعر مافيش عليها حكم مع الاسف وانتي متسمعيش الكلام وادي النتيجة
نزلت دموع دلال وهي تقول انا تعبانه ھموت
عصرة شيماء كف يدها بقوة وما ان اصبحت على شكل قبضة حتى اخذت تضربها به بخفه على كتفها 
وهي تقول بصوت هسيس
اسمعيني كويس يابنت انتي محدش بېموت غير بيومه ...بعاد حد عنك او فقدانك ملكيته مش بيموتك ....تلاته حاجات مش هتقدري تعيشي من غيرهم هي الاكل الهوا الماية غير كده تبقى قيود وهمية بنعذب نفسنا فيها ....اقوي واستقوي
يعني ايه
يعني هو ابني آه بس مايستاهلكيش
لتقول دلال بصوت مبحوح من كثرة البكاء 
عشان بابا عبدو رافضني بسبب نسبي المشكوك فيه انا سمعت كل كلامه يوميها
كټفت شيماء ذراعيها وقالت بتهكم 
وهو قال امين ده الطفل لما تاخدي حاجة منه وهو مش عايز يديها لحد بيقلب البيت على أهله
فما بالك بدكتور جامعي ماحاولش على شانك ١ 
كأنه مصدق ان باباه رفض بصي خليني اعرفك شهمممم مش قليل حيلة لو عايزك بجد هياخدك بس هو مستسلم هو الي مش عايز يوصلك
سكتت قليلا عندما رأت ابنتها الروحية تشهق بقوة من شدة قساوة الكلام عليها اقتربت منها واخذتها وجلست معها على السرير الخاص بصغيرتها
شوفي يادلال ربنا الي العالم انتي ايه بالنسبالي 
بس يانن عيوني انا مش هقولك ان شهم مش بيحبك لا هو ڠصبا عنه بيحبك مش بيده بس
هو نفسه مش راضي عن مشاعره دي اتجاهك
عقله الباطن رافض تماما فكرة ان يحب بنت هو اكبر منها ضعف عمرها والي انقح انه رباها على يده صدقيني صعب جدا عليه ان يعلن ده عشان كده استسلم لقرار ابوه لان عقليا شايف ان ده الحل الأمثل بيعتبر ده مجرد تعلق و بس بنفس الوقت بيتعذب
والحل
بصي هو بغض النظر عن الحړب الي جواته ليل نهار وبيتعذب بسببه الا اني شايفة انه حبه ليكي مايستاهلش كل الي انتي فيه ده ...الي يرضا انه يكون لغيرك ومايحربش عشانك 
يبقى مايستاهلكيش يابنت قلبي ...
هااااا وصلت ولا الغباء تمكن منك
لالا وصلت بس انا قلبي بيوجعني ڠصب عني ....
ما ان قالتها بختناق حتى فتح الاخرى عينيها عليها بقوة وهي تقول بقوة
دوسي عليه ....اخذت تكرر كلامها بتوضيح عندما نظرت لها الاخرى بستفهام ...دوسي على قلبك بجزمتك لو خلاكي بالحال الي انا شيفاكي ده ...القلب الي بيذل صاحبه ېموت احسن...
اوعى تسمحي ان كرامتك تتمس عشان قلبك
طالما عارفة اني بحبه ليه خلتي يخطب غيري 
وبابا عبدو ليه بيحملني ذنب الماضي
اولا كنت شاكة والف مره قولتلك ابعدي ماسمعتيش الكلام ثانيا ماتسأليش ليه كده وليه كده ومادوريش على مبررات لحد الي مش عايزك عنه ماعازك طزززز بأي حد مش عارف قيمتك
ماشي مش هعيط تاني ....قالتها بنكسار وهي تمسح دموعها و وجها ثم سألتها ...ودلوقتي اعمل ايه
لاااااء مش انا الي اقولك بنتي انا اذكى واشطر من اني اقعد اعلمها هي عارفه هتعمل ايه بالضبط بس بما تقعد كده مع نفسها وتفكر بعقلها
يله ياحبيبتي انا رايحه اغير هدومي وانتي كمان جهزي نفسك بسرعة مافيش وقت بالكتير ساعتين زمن ولازم نكون هناك ماتتأخريش
ختمت كلامها وذهبت لتبقى الاخرى تتلاطم بين امواج تفكيرها ليمر بعض الوقت عليها على هذا الحال الا انها نهضت وهي تسحب
فستانها الجديد لترتدية بعدما قررت بأنها حقا كفاها ضعف وبكاء قدر الله وما شاء فعل ....
وبأن حقا مشاعرها تعلق بسيط وسيتلاشا مع الزمن وبأن ايضا لا احد يستحق دموعها وانها كالارض المقدسة من لايحارب لأجلها لا يستحقها 
وبالفعل اخذت تجهز نفسها وهي عازمة على تغير حالها بدأت تهمس لنفسها بالأسم وصفة التملك الذي يناديها به بعدما جهزت نفسها وابتعدت قليلا لتنظر الى قوامها بغرور وهي ترفع ساقها بكعبها العالي الذي ترتدية للخلف ثم اخذت تتمشى كالعارضات بستعراض وتقول
دلالي ايوه انا دلالي ان ما وريتك مابقاش 
انا دلالك على حق
ايه ده مين الي علم عليك بالشكل ده ...قالها سامر وهو يدخل على غرفته والشماته تظهر على تعبيره كالشمس بعز النهار وما هي سوى جزء من الثانية حتى

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات