الخاتمة الثالثة آل الچارحي
ومنحته نظرة خجلة قبل أن تشير له
_إطلع غير هدومك وانزل عشان تحفظ مريم القرآن الشيخ زمانه على وصول وأنا مقدرتش أحفظها النهاردة.
نهض عن مقعده ثم جذب حقيبته ليخبرها بصدر رحب
_ولا يهمك أنا هحفظها النهاردة وبكره كمان خدي استراحة.
لفت رأسها إليه حينما صعد الدرج فقالت بصوت يصل لمسمعه
ظنته لم يستمع لها فعادت لتستكمل ما تفعله ولكنها تفاجأت به يخبرها قبل اختفائه للطابق العلوي
_ولا منك يا روح قلبي!
تعالت ضحكاته وهو يتابع مكالمته الجماعية برفقة أصدقائه فقال بتشدد
_بكره تكونوا هنا في المعاد مش هقبل أعذار تاني!
أكد له مراد ورحيم بحفاظهما على وعدهما المطلق وتبادلا الحديث الهام عن المهمة التي تثير ريبة العميد واللواء وبضرورة التحضر للسفر بأسرع وقت ممكن كان يتابع حديثه الهام برفقتهم حينما لمح رحمة تقترب من مجلسه المنعزل للمرة الثالثة فزرعت داخله القلق حيال أمرها لذا قال بحزم
وأغلق هاتفه ثم إتجه إليها يتساءل بقلق
_محتاجة حاجة يا رحمة
بدت مرتبكة قليلا قبل أن تخبره
_أنا آآ..
هز رأسه بهدوء ليحمسها على قول ما تود قوله فقالت
_أنا من الصبح شامة ريحة مانجة يا عدي.
عبث بعينيه وهو يردد بذهول
_مانجة في الصيام!
_دورت هنا ملقتش وده مش موسمها أصلا!
كاد بالضحك فأوقفته بإشارة تحذيريه
_متضحكش عليا!!
إرتدى قناع ثباته القاټل الذي ورثه عن أبيه بجدارة وتابع بتريث
_هضحك ليه! بعد الفطار هتصرف!
بمكتب القصر.
اجتمع جاسم وعمر وحازم باستراحة المكتب يتبادلون الحديث الهام فيما بينهم وعلى بعد منهم كان يعمل ياسين وأحمد على مراجعة الملفات التي ذهب رائد وأحضرها من المقر لمتابعة العمل من القصر طوال رمضان خطڤ ياسين نظرة سريعة لأحمد المستند برأسه على يده منذ فترة فسأله بقلق
أبعد عينيه عن مراجعة تلك الحسبة المعقدة وهو يجيبه
_كويس يا ياسين.
ووقع العقد وقدمه له مردفا
_خلصت الملفات وواقفة على توقيع عمك.
سحبها منه ياسين ليضعها جانبا ثم أشار له وهو يتابع شحوب بشرته پخوف
_إطلع ارتاح إنت وأنا هكمل!
لم يجابهه بل انصاع إليه على غير عادته فما أن استقام بوقفته حتى شعر برأسه تدور به وكأن الغرفة تدور بحلقتها الدائرية من حوله قبض بيده على المقعد حينما شعر بأنه على وشك السقوط فسأله ياسين مجددا بشك
رسم بسمة باهتة وهو يجيبه
_صدقني أنا كويس.
وتركه وإتجه للخروج ففتح باب المكتب ومازال يحارب ذاك الدوار فاستند بجسده على الباب الذي انفتح على مصرعيه جراء ثقله فهرع إليه حازم يسانده وهو ېصرخ به بدهشة
_أحمد!!
أغلق عينيه بتعب شديد فأسرع الشباب إليه بفزع ليصيح ياسين بانفعال
سانده عمر حتى تمدد على الأريكة وأزاح عنه سترته وحل أزرر قميصه حينما شعر بأن تنفسه بطيء للغاية انقبض قلب حازم وهو يتابعه ويتساءل بلهفة
_ماله يا عمر!
أجابه وهو يتفحص نبض يده إعتمادا على ساعته
_بشوف أيه يا حازم اهدأ.
جاهد أحمد لفتح عينيه وما يستطيع رؤيته ازدحام الغرفة من حوله بالفتيات وأولهن آسيل التي جلست أسفل قدميه تردد باكية
_أحمد ماله
سأله عمر باهتمام
_أنت أكلت أيه على السحور يا أحمد
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وردد بواهن شديد
_يا جماعة أنا كويس أنا بس شربت قهوة بالسحور ولعبت رياضة الصبح وأنا صايم فيمكن ده اللي عمل فيا كده!
صاح به عدي بشراسة
_بتستهبل حد يلعب رياضة وهو صايم!!
بلل شفتيه الجافة بلعابه وهو يردد بصوت متقطع للغاية
_مش هكررها تاني صدقني.
ردد حازم برهبة ومازال يمسك بيد أخيه
_هو ينفع يكسر صيامه يا عمر أنت شايف حالته عاملة ازاي أهو
أجابه بحيرة
_مش عارف يا حازم!
قاطعهما أحمد بحزم غير قابل للنقاش
_مستحيل مش فاضل على الآذان غير ساعة أنا هقدر أستحمل!
شدد حازم على يده بعصبية كادت بأن تقرب للبكاء
_أنت مش شايف حالتك!
همس له وهو يستسلم لقسط من النوم
_أدام قادر فهكمل صيامي سيبوني بس أرتاح لحد المغرب.
خرج الجميع وتركوه يغفو قليلا الا آسيل بقت محلها تراقبه پبكاء حارق طوال تلك السنوات لم ترى زوجها بهذه الحالة كان دائما قويا صامدا لا يهزه شيئا حتى وإن كان مريضا كان يرفض البقاء بالمنزل والفراش يجابه مرضه بصلابة تسللت شهقاتها إليه فتقلب على الأريكة وتراجع لمسندها وهو يشير إليها بالاقتراب منه فعلت على الفور فأشار بيده على المسافة المتبقية جواره تمددت آسيل لجواره فهمس لها ومازالت عينيه مغلقة
_أنا كويس يا حبيبتي متقلقيش عليا!
ووضع يده من حولها ثم غفى سريعا ومازالت هي لجواره تراقبه پخوف لم تستطيع التغلب عليه حتى وإن أكد لها هذا لا تعلم كيف انقضت تلك الساعة عادت الډماء لأوردتها حينما وجدته يجلس برفقة الشباب يتناول كوب العصير الذي أعاد الحيوية لوجهه الشاحب ومن ثم بدأ بتناول طعامه بهدوء حمدت الله كثيرا بأن حالته الصحية توقفت على تناوله الطعام والا كان سيصيبها الجنون.
مال حازم على أخيه يسأله بلهفة
_أحسن دلوقتي يا أحمد
منحه ابتسامة هادئة وهو يتابع القلق الذي يتراقص بين حدقتيه فمازال لم يتناول الطعام بعد يراقبه