الخاتمة الثالثة آل الچارحي
أولا ليطمئن بأنه على ما يرام مثلما يخبره فأشار له وهو يقرب طبقه منه
_أنا بقيت كويس يا حازم كل.
ومازحه قائلا
_مش هتبدأ بالمية
غمز له وهو يلتقط دورق العصير مرددا
_هعوض بالعصير.
منحه نظرة ساخرة وهو يلتهم العصير بأكمله وكعادته امتنع عن تناول الطعام بعدما ثقلت بطنه بالعصير عوضا عن المياه!
ما أن إنتهى الشباب من أداء صلاة التراويح حتى إتجه أحمد للأعلى ليخلد للنوم قليلا وما كاد بغلق باب جناحه حتى أتاه جاسم يهرول
_استنى يابو نسب نسيت حاجة مهمه!
فتح الباب على مصرعيه وهو يراقب ماذا يقصد فتفاجئ به يدلف للجناح حاملا آسيل الغافلة بين ذراعيه فوضعها على الفراش واستقام يثني ظهره بتعب اتبع نبرته المحذرة
وتركه وغادر ومازال أحمد يراقبه بسخط كاد بأن يغلق الباب من خلفه فتفاجئ بوجود حازم قبالته فردد بنفاذ صبر
_نعم عايز أيه أنت كمان
بدت تعابيره جادة للغاية حينما أشار له
_ممكن تخرج بره نتكلم شوية.
أغلق أحمد باب جناحه وخرج إليه يتساءل
ضم شفتيه باستياء وانتهى من ارتباكه أخيرا حينما قال
_ممكن تبات النهاردة في أوضتك القديمة.
رفع أحد حاجبيه باستغراب
_ليه
رد عليه بتوتر
_عشان أبات معاك النهاردة.
تجعد جبينه بدهشة فاستطرد حازم بمحايلة
_بعد اللي حصلك النهاردة مش هتطمن أسيبك تنام لوحدك.
وتابع برجاء
راقبه حتى انتهى من حديثه فربت على كتفه بحنان يتسم ببسمته العذباء
_حازم أنا كويس جدا ولو لقدر الله حسيت بشيء هتصل بيك.
تجهمت تعابيره ڠضبا ومع ذلك لجئ للين بقوله
_عشان خاطري يا أحمد مش هستريح كده!
_اتفضل وأمري لله.
عادت سعادته تسكن وجهه المرح فاتبعه لغرفة أحمد القديمة ليغفو من جواره باستسلام كبت أحمد ضحكاته وهو يراقب حازم يضع قدمه فوق قدميه ويغفو من فوق كتفه وكأنه سيتخذ من جسده فراش خاص به انتهت ضحكاته حينما ضمھ إليه هو يعلم بأنه ليس مجرد الشقيق الأكبر إليه يعلم المعزة الكبيرة بقلب حازم إليه لوهلة شعر وكأنه يحتوي ابنه الصغير أويس بين أحضانه فغفى هو الأخر ويده تضمه لكتفه الأيمن!
_بس كفايا.
وأشار لعدي الذي أشار لهم
_اطمنتوا على أحمد وكله تمام يلا كل واحد على جناحه.
همس جاسم ساخرا
_أنام جنبهم النهاردة بليز.
دفعه رائد للخلف وهو يهمس له بحزم
_روح جناحك جنب مراتك يا خفيف
تعالت ضحكات مازن شماتة بهفدفعه جاسم للخلف وهو يحذره
_بلاش نبتديها خناق في أول رمضان الشهر طويل!
اندفع بينهما معتز وأبعد جاسم عنه وهو يصيح پعنف
_عندك ايدك متتمدش على نسيبي بدل ما أعلقك هنا.
تابعهما عمر بملل وهمس لهما بنفس مستوى الصوت المنخفض
_ما نصحيهم أفضل من الزعيق بصوت واطي كده!
ياسين پغضب
_كملوا خناقكم بره أحمد تعبان!
ذكره لامره جعلهم ينصاعون لأمره فما أن خرجوا من الغرفة حتى صاح بهم عدي بصرامة
_اللي هلمحه قدامي هنزله يكمل يومه سحور بالمقر!
ذكر العمل بذاك الوقت جعل جمعهم يتشتت سريعا فلم يجد أمامه سوى ياسين المبتسم بثقة فبادله الابتسامة وقال وهو يتفحص ساعة يده
_الوقت إتاخر.. تصبح على خير.
رد عليه في حبور
_وأنت من أهله يا وحش.
خيم على القصر هدوء مخيف فالجميع كانوا بحاجة للاستراحة قبل الفجر كان عدي بطريقه لجناحه قبل أن تقع عينيه على عمر يقف بالتراس ويتحدث بالهاتف على ما يبدو بأنها إحدى حالاته تستشيره بأمر ما لذا لم يرغب ازعاجه واستدار ليغادر لجناحه فتفاجئ برحمة تهم إليه وعينيها لا تفارق يديه وكأنها تبحث عن شيء معه وحينما وجدته يقف فارغا انكمش وجهها پغضب اتبع نبرتها المزعوجة
_فين المانجة يا عدي
برق بعينيه حينما تذكر طلبها فقال بحرج
_معرفش نسيت ازاي حقك عليا يا روح قلبي حالا هنزل أخلي حد من الحرس يجبلك اللي أنتي عايزاه.
وكاد باستكمال هبوطه للدرج حينما أوقفته پصدمة
_استنى هنا! أنت عايز ټفضحني للحرس!
زوى حاجبيه بدهشة من حديثها وخاصة حينما قالت
_مش مكسوف من نفسك لما تهز طولك وتنزل تقولهم معلش المدام بتتوحم!!
وتابعت بحدة
_مسألتش نفسك شكلي هيبقى أيه قدامهم!! هيبقى مهزلة يا سيادة المقدم!
لوى شفتيه بسخط وتلفظ
_وشكلي أنا اللي هيبقى شيك وأنا راجعلك بكام كيلو مانجة! ثم إنك ليه محسساني إني نازل أقولهم يجبولي كام فرش حشېش للمدام!
وضعت يديها وسط خصرها وهي تصيح بانفعال
_الرجالة المصرية كلها بترجع لمرتاتها محملة شيء وشويات ثم إني مطلبتش منك حاجة ده ابنك المسكين اللي نفسه يأكل مانجة!
كز على أسنانه في محاولة لتهدئة ذاته فقال بحب وهدوء مصطنع
_وأنا معترضتش يا روح قلبي بقولك دقايق وهيكون عندك أفخم أنواع المانجو!
كادت أن تمزق شفتيها السفلية ورددت بغيط
_اسمها مانجة يحبيبي.
ولوحت بيدها وهي تشير له بحزم
_وفر تعبك ومجهودك أنا مش عايزة منك شيء هخرج بنفسي أجيب اللي أنا عايزاه.
والتفتت من حولها وهي تهمس بسخرية
_فاكرني مش هعرف أتصرف من غير الحرس بتوعه!
ارتسمت بسمة واسعة على شفتيها حينما لمحت عمر يقف على التراس فأشارت له بالقدوم وبالفعل