الأحد 24 نوفمبر 2024

الخاتمة الثالثة آل الچارحي

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أنهى مكالمته سريعا واقترب منهما فتعحب حينما وجد نظرات أخيه حادة للغاية وكأنه على وشك الانفجار فوزع نظراته الشك بينهما قبل أن يتساءل 
_انتوا مټخانقين ولا أيه 
تجاهلت رحمة سؤاله وطالبته برفق 
_عمر من فضلك ممكن تيجي معايا الماركت! 
ضيق عينيه باستغراب وخاصة حينما تطلع لساعة يده 
_في الوقت ده يا رحمة 
أكدت له وهي تفرغ ما يزعجها 
_حابة أكل مانجه وأخوك عايز ينزل يفضحني للحرس ويخليهم يروحوا يجيبولي مانجه الساعة 12بليل!! 
واستنجدت به قائلة 
_ينفع كده يا عمر 
أسبل بعينيه بدهشة ومع ذلك صاح معترضا 
_لا طبعا مينفعش اللي عمله ده ميصحش أنا لو منك أشتكيه لياسين الچارحي في التو والحال. 
واتجهت نظراته لاخيه الذي يبذل قصارى جهده للتحكم بأعصابه 
_بقى يا عديم المسؤولية عايز تفضح مراتك الساعة 12بليل بالمانجة... بالمانجة يا عدي!! 
أشارت له رحمة بحزن وكأنها على وشك البكاء 
_شوفت يا عمر ده ېموت وميخسرش بيرستيجه حتى لو الولد طلعله مانجه في نص رأسه بسبب الوحم! 
كبت عمر ضحكاته ومال عليها يهمس لها 
_رحمة لسه بدري على الوحم! فأنا بقول كفايا عليه لحد كده وبينا نروح الماركت قبل ما يتجن ويقتلنا أخويا بلطجي صدقيني! 
هزت رأسها باقتناع وصاحت بصوت مسموع 
_يلا قبل ما الماركت يقفل. 
تطلع لها وهي تهبط للاسفل فردد بضحكة مكبوتة 
_احنا في رمضان بيفتحوا للصبح متقلقيش! 
وهبط درجتين حتى بات يقف قبالة أخيه الصامت فهمس له 
_مضطر ألم وراك بس ده مش لأجلك لأجل عمر الصغير! 
وتركه وهبط من خلفها ومازال عدي يراقبهما بسكون عجيب يموج بعسلية عينيه القاتمة. 

لم تصدق عينيها حينما وجدت أصناف من المانجو بوقت سابق لموسمه فوضعت بالعربة الصغيرة التي يدفعها عمر عدد من الحبات حتى كادت بأن تفرغ الرف بأكمله بالعربة فردد عمر پصدمة 
_رحمة كفايا أنتي كده ھتموتي! 
استمرت بوضع المانجو بالعربة وهي تشير له بكذب بارز 
_البنات بيحبوها يا عمر! 
هز رأسه بعدم اقتناع وترقبها وهي تضم أكثر من لون وتطلعت إليه ببسمة واسعة 
_خلصت. 
وزع نظراته بينها وبين العربة الممتلئة ببسمة ساخرة نجح بإخفاءها حينما ردد بخشونة صوته 
_تمام اتفضلي. 
سبقته للكاشير ولحق هو بها وهو يدفع العربة حتى وصلوا لذاك الشاب الذي ابتسم لفهمه ما يحدث بينهما وكأنه يرى زوجين أمامه حملها الحديث يرغب الزوج بالهبوط لشراء ما تود لم يعني عمر كثيرا تفسيره لتلك النظرات ما يشغله بتلك اللحظة الخروج بالكميات تلك للسيارة تعلقت نظرته لرحمة التي جذبت من حقيبتها الصغيرة الفيزا لتقدمها للشاب فجذبها عمر منه واستدار لها وهو يرددد 
_ثواني لو سمحت. 
واستدار تجاه رحمة يردد 
_ده الكريدت كارت بتاع عدي!! 
أومأت برأسها بتعجب فسألها بنفس صډمته 
_مش انتي لسه متخانقة معاه من شوية ولا أنا فاقد الذاكرة! 
أشاحت بيدها ببسمة فخر 
_الحاجات دي ملهاش دعوة بالخناق! 
ضحك بصوت مسموع وهو يشير لها 
_فعلا 
وأخرج من جيب بنطال ترنجه الرياضي المال وهو يعيدها لها 
_معايا كاشثم إنك مش خارجه مع رجل كنبة! 
أومأت برأسها بحرج وانتظرته بالخارج حينما ينتهي العامل من وضع الاغراض بالأكياس رأته رحمة يخرج بعدد مهول من الأكياس البلاستكية فهرولت إليه تحاول حمل الاغراض منه اعترض عمر وهو يشير لها 
_لا مينفعش تشيلي شيء الأكياس تقيلة. 
وأشار على المفتاح العالق بيده 
_خدي المفاتيح وافتحي الصندوق. 
أشارت له بخفة والتقطت منه المفتاح فوضع عمر الأغراض بصندوق السيارة وما كاد بغلقه حتى وجدها تسحب كيسا من الأغراض فتساءل بدهشة 
_هتعملي بيه أيه ده! 
أخرجت أحدى الثمرات وإلتهمتها أمام عينيه وهو تخبره 
_هعمل كده أنا مش هقدر استنى لحد ما نرجع القصر مش كفايا أخوك معشمني من الصبح إنه هيجيبلي بعد الفطار على طول! 
ضحك وهو يتابعها ففتح باب السيارة وهو يشير لها ممازحا 
_طب خشي خشي قبل ما حد يشوفك وإنتي بتلتهمي المانجا بالشكل المخيف ده. 
انصاعت إليه وصعدت جواره قائلة 
_هيحصل إيه يعني 
صعد جوارها وقاد السيارة وهو يهمس لها 
_احنا في منطقة راقية ألف مين يأخدلنا لقطة ويبلغ الصحافة عننا. 
جحظت عينيها وأشارت بيدها
_اطلع بسرعة الله يكرمك مش ناقصة مصايب! 
تعالت ضحكاته وهو يسرع بالسيارة حتى وقف بها أمام البحر فقالت بامتنان 
_والله ما عارفة أشكرك ازاي مانجة وبحر وهوا مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه 
حرر حزام الأمان وهو يتابعها پصدمة فانتشل عنها الكيس وهو يحذرها بحزم 
_كفايا يا رحمة كترها وحش ومش مفيد للجنين! 
أزاحت القطع الصغيرة المتناثرة حول حجابها وهي تشير إليه بضيق 
_أنا مكترتش منها هات الكيس مفضلش غير واحدة! 
جحظت عينيه صدمة فبحث بالكيس ليجد بأنها قد انتهت بالفعل من الكمية ولم يتبقى سوى واحدة فأشار لها بصرامة 
_مش هتأخديها لو هيحصل أيه أنا المسؤول قدام عدي لو جرالك حاجة كمية الأملاح اللي فيها مش صح ليك. 
زمت شفتيها پغضب وجلست بهدوء فأعاد عمر الكيس للخلف حتى يضمن عدم حصولها عليه وأشار لها 
_عندك مناديل امسحي ايدك كويس. 
أومأت إليه وهي تزيح العالق عنها وتتابع المياه من النافذة فاستدارت إليه تخبره بتعب 
_بقولك أيه يا عمر. 
تطلع إليها باهتمام فوجدها تخبره على استحياء 
_ما تيجي نأخد السكة مشي لحسن أنا حاسة إني تقلت بالمانجة حبتين. 
ردد بسخرية 
_حبتين ده أنتي إلتهمتي أكتر من تلاتة كيلو! 
حدجته بنظرة غاضبة

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات