دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
وجهه وجوم غريب ..
أراد اخفاء ما يشعر به حتى تنتهي تلك الليلة بسلام ولكنه لم يستطع فتأثير ظهورها بعد كل تلك الغيبة وكذلك الطفلة التي رأها معها انعكس عليه كليا ..
تنفس بعمق واستعاد جزءا من جموده وعاهد نفسه بالبدء في مسعاه الجدي وإيجاد سابين فورا
تدارك باسل نفسه حينما رأى مسعد أمامه وهتف مرحبا
رد عليه مسعد مبتسما
هاعمل ايه في الزحمة مش بإيدي !
ثم نظر إلى الواقف إلى جواره بنظرات سريعة فقدمه باسل إليه متعمدا الإشارة إلى كبر سنه
أعرفك ده خالد أخويا الكبير أوي ! أكبر حد في العيلة !
تعجب خالد من أسلوب أخيه العجيب ونظر له بغرابة ثم عاتبه قائلا بضجر
انت محسسني إني عندي 60 سنة
مش بأديك وضعك مع مسعد صاحبي !
انتبه خالد إلى اسمه ونظر له بإمعان وهو يرد متساءلا
انت مسعد بقى
تعجب مسعد هو الأخر من تصرفات خالد وهتف مازحا
هو أنا فايمص مشهور وأنا مش عارف !
في إحدى الزوايا بالمنزل
مالت صفية على زوجها لتسأله بفضول وهي تترقب ظهور العروس المنتظرة
قاطعها زوجها اللواء محمد قائلا بصوت خفيض
اه ينفع بشرط تصريح مباشر من رئيس الأركان ولازم يكون معاها چنسية مصرية
زاد فضولها أكثر وتأهبت حواسها لمعرفة المزيد وتابعت تحقيقها قائلة
يعني العروسة ن..آآ.. نانا باين والله ما فاكرة اسمها معاها چنسية مصرية
ده المفروض ولو مش معاها وهو عاوز يتجوزها ومصمم عليها بيقدم استقالة وينهي خدمته ويكون مواطن عادي فيتجوز براحته من غير أي تصاريح أو موافقات رسمية !
ردت عليه صفية بتفكير متمعن
ده الموضوع مش سهل زي ما آآ...
قاطعها قائلا بإستغراب من إلحاحها الفضولي
وبعدين إنتي شاغلة بالك ليه بالأمور دي يا صفية اللي بيعمله مايخصناش في حاجة !
أصل دماغي عمالة تودي وتجيب في موضوعه من بدري ومكانش داخل مخي ! بت أجنبية وهايموت عليها وابنك بيقول شكلها مش أد كده وانت بتقولي لسه على التصاريح معنى كده كل حاجة عندكم في الجيش وليها نظامها وقوانينها ..!!
ايوه هي مش سويقة يا صفية !
التفتت زوجته برأسها عفويا للجانب لترى ابنتها وهي تتجه نحوهما فهتفت بنزق
ضغطت صفية على شفتيها وأشارت لها وهي تهمس
بيست ! نوسة تعالي !
وقفت إيناس إلى جوارها وردت بتلعثم
ايوه يا ماما!
سألتها والدتها بإهتمام وهي تنظر إلى وجهها بتفرس
كنتي فين
أجابتها إيناس بإرتباك شبه ملحوظ
موجودة يا ماما بس بأدور على العروسة !
اهتمت السيدة صفية بالجملة الأخيرة فهي تريد أن ترى تلك الخطيبة الأجنبية السمراء التي سيخطبها باسل الليلة فنظرت أمامها واختطفت نظرات شمولية سريعة وهي تغمغم
دلوقتي تطلع ونشوفها !
نظر اللواء محمد في ساعة يده وهتف بتوتر
مسعد اتأخر أوي !
أضافت إيناس قائلة بتعجب
كل ده ومش لاقي أي ركنة !! حاجة غريبة
رد هو عليها بجدية
الغايب حجته معاه !
هتفت صفية بعد أن شعرت بالتوجس مما قاله الاثنين
ما تطلبه يا محمد تشوف هو فين !!
كان على وشك الرد عليها حينما لمح ابنه وهو يصافح زميله فهتف بإرتياح
أهوو طلع هناك واقف مع صاحبه !
وجهت إيناس أنظارها تلقائيا نحو مسعد وباسل .. ثم أبعدتهما سريعا قبل أن يراها الأخير وتمسك بها عينيه الثاقبتين .. بينما هتفت صفية بإبتسامة راضية
الحمدلله ربنا ما يحرمني من دخلة ولادي عليا أبدا ...........................................!!!
٢٤١٢ ١٠٠٨ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل الثلاثون الجزء الأول
أوقفت سابين السيارة في أحد الطرق الخاوية من الحركة المرورية لتلتقط أنفاسها اللاهثة بعد أن صدمت لرؤية مسعد أمامها ..
لم تتوقع أن تراه بعد كل تلك المدة ..
كانت تظن أنه نسيها مثلما حاولت هي نسيانه ..
لكن خابت كل توقعاتها وبدا عليه متعلقا أكثر بها ..
ضړبت بيدها المقود بإنفعال وأطرقت رأسها للأسفل وتنهدت بحزن وهي تردد
ليه موسأد ليه تظهر تاني !!!
قفزت الصغيرة أمامها ومسحت على شعرها وهتفت ببراءة
مامي .. مامي !
رفعت سابين رأسها بيأس نحوها ونظرت إليها مطولا بأعين لامعة .. ثم ابتسمت لها ابتسامة باهتة ومسدت على رأسها قبل أن تسحبها إليها وتضمها بقوة إلى صدرها وهمست من بين شفتيها بصوت متهدج
أوه .. جينا !
وانهمرت العبرات الأسفة من مقلتيها بغزارة لتبلل وجنتيها وكتف الصغيرة ..
تمتمت بإستياء مرير
فراقك صعب موسأد !
أصاب أحمر الشفاه الملون لشفتيها بطريقة مغرية والملفت في نفس الآن للأنظار باسل بالضيق ..
واليوم نفس أحمر الشفاه تضعه فزادها أنوثة وإغراء .. ربما به ستسلب عقول الرجال إن رأوا جمالها الحقيقي مثلما يراها هو ..
أرغم نفسه على تجاهله حتى لا يتهور وظل يردد لنفسه أنه وجد لنفسه فتاته المنشودة .. ناتالي الفريدة بشخصيتها والتي حازت على إعجابه واليوم سيحظى بها كخطيبة رسمية بعد أن حصل على الموافقة الرسمية لذلك الإرتباط ..
ردد بين جنبات نفسه أرقام لوحة السيارة التي كانت تقودها سابين ..
تلك الأرقام التي ستقوده إليها ..
أنكر تلك التساؤلات وركز تفكيره حاليا في وضعالتصورات والتخيلات لما سيقوم به لاحقا حينما يعثر عليها فلن تختبيء منه للأبد ...
بنظرات دقيقة ودارسة تابع خالد إيناس بإهتمام واضح ..
راقب إيماءاتها وكذلك شرودها ونظراتها الحادة والتواءة فمها .. وزفيرها المتتابع .. فأثار فضوله لمعرفة لماذا كل هذا الضيق الواضح عليها ..
وبخبرته التي اكتسبها لسنوات وضع اعتقادا بوجود شيء ما بينها وبين أخيه ..
فنظرات الاثنين وإن كانت حذرة إلا أنها تحمل الكثير ..
ربما لم يخف عليه أنها تصغره بسنوات كثيرة بل هي تصل إلى نصف عمره تقريبا ومع ذلك تمتلك جاذبية فطرية وشخصية محببة وكذلك ذكاءا اجتماعيا لكنها لا تصلح لأن تكون خطيبة مثالية له .. بسبب ظروفه الحالية وفارق السن بينهما ..
نفض تلك الفكرة عن عقله وابتسم لنفسه بسخرية ..
واستنكر تفكيره في الإرتباط بمن رأها لمرتين فقط .. وأبعد نظراته عنها ليحدق فيمن حوله بنظرات عامة وهو يرسم تلك الابتسامات المجاملة التي اعتاد عليها في هذه النوعية من المناسبات ..
ترقب الجميع خروج الخطيبة المنتظرة