الأحد 24 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 12 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


كده !
وبالفعل نزل الثلاثة من السيارة متجهين نحو مدخل البناية بينما تابعهم مسعد بنظراته حتى اختفوا بالداخل فتحرك بالسيارة باحثا عن مكان شاغر ليصفها فيه ..
لمح سيارة أخرى تأتي من الطرف المعاكس تحاول المرور فأزاح سيارته إلى أقصى الجانب ليعطي قائدها أكبر مساحة ممكنة لكي يمر دون أن يحدث أي تصادم بينهما أو احتكاك ..

ونجح في مسعاه ولكنه تفاجيء بشبحها يمر بجواره ..
فخفق قلبه بصورة مباغتة وتسارعت دقاته فجأة وتصلبت حواسه بالكامل للحظة ..
أفاق من صډمته القوية سريعا والټفت برأسه للجانب ليتأكد من صحة ما رأى ..
لقد كانت هي .. حبيبته سابين التي لم ينساها للحظة .. 
هي مرت من هنا وهو قد رأها بالفعل .. لم تكن وهما ولم يكن خيالا صوره له عقله .. بل كانت هي حقا ..
وما أكد شكوكه هو صوتها الذي يحفظه عن ظهر قلب واخترق أذنيه بقوة ليصيب أوتار قلبه وهي تشكره بنعومتها المميزة 
ثانكس !
حدق في سيارتها التي تبتعد رويدا رويدا عنه بنظرات مصډومة وفغر فمه في ذهول تام ..
لم يدر كيف أدار محرك سيارته واستدار بها بصورة عجيبة ليتمكن من اللحاق بها قبل أن تهرب منه للأبد ..
في منزل باسل سليم 
قرع اللواء محمد الجرس ووقف في المقدمة لينتظر من يفتح الباب له ولعائلته ..
بعد أقل من دقيقة كانت الخادمة ترحب بالجميع وتشير لهم بالدخول .. ولكن تعمدت إيناس التباطيء في الدخول وتعللت بإصلاح رباط حذائها ذي الكعب العالي كي تلج متأخرة ..
دخل اللواء محمد أولا واختطف نظرات سريعة في المكان من حوله ثم توجه بأنظاره نحو أصحاب المنزل الذين كانوا في انتظار وصول أخر المدعوين .. 
رسمت السيدة صفية على وجهها قناع المجاملة الذي تجيده في تلك النوعية من المناسبات .. وأطلقت زغرودة سعيدة وهي تطأ بأقدامها صالة المنزل لتلحق بزوجها فانتبه الجميع لها .. وخاصة باسل الذي بدى مضطربا على غير المعتاد .. 
ابتلع ريقه ونظم أنفاسه ليحافظ على ثباته الانفعالي في الوقت الحالي .. فلا حاجة به لرفع نسبة الأدرينالين في دمائه من شيء تافه .. هكذا ظل يردد لنفسه في صمت ..
تعجب خالد من تصرف تلك السيدة التي لا يعرفها بعد أن الټفت بجسده ناحيتها ليتفحصها بإهتمام ومال على أخيه ليسأله عن هويتها فأجابه باسل بخفوت 
دي أم مسعد صاحبي
أضاف خالد بمزاح جاد 
واضح إنها جاية تعمل معاك الواجب !
أجابه باسل مبتسما بتصنع 
أصلها بتعزني أوي
هز خالد رأسه متفهما وهو يقول 
أها .. ده باين فعلا
حذره باسل بجدية 
اسكت بقى عشان جاية علينا 
اوكي
هتفت صفية بنبرة فرحة وهي تشير بيديها في الهواء 
ألف مبروك يا باسل والله فرحنالك كلنا من قلبنا ربنا يتمملك على خير يا رب !
الله يخليكي يا طنط !
قالها باسل وهو ينهض عن الأريكة الواسعة التي كان يجلس عليها ومد يده لمصافحة السيدة صفية ولكنها جذبته بقوة لتقبله من وجنتيه بحرارة فهو بمثابة أخ ثان لابنها .. وتابعت بسعادة 
عقبال مسعد لما نفرح بيه زيك 
إن شاء الله 
رد هو عليها متراجعا بجسده للخلف بعد أن ادعى الابتسام ..
وتلقائيا بحثت عيناه عن إيناس لكنه لم يرها بعد .. فظن أنها رفضت الحضور فعبس وجهه قليلا وأصيب بالإحباط وظهرت في عينيه لمحات شبه حزينة ...
تحرك خالد من مكانه ليشعل سېجارا ليدخنه بعيدا عن الواقفين فاتجه نحو الخارج وقبل أن يشعلها بقداحته تشكل على تعابيره الهادئة علامات الإندهاش واتسعت حدقتيه في صدمة حينما رأى تلك الفتاة تقف على أعتاب منزله تتأمل هيئتها في المرآة الكبيرة المعلقة على الحائط ..
أرخى يده للأسفل وأعاد وضع القداحة في جيب سترته ثم رسم على وجهه الجدية واتجه نحوها بخطوات ثابتة ..
رمشت بعينيها عدة مرات لتتأكد أنها لا تتوهم رؤيته وصدقت شكوكها حينما أردف قائلا بنبرة رخيمة 
أظن أنا مش جاي أعاكس ولا أفرض نفسي على حد انتي اللي جاية برجلك عندي !
قفز قلبها في قدميها من الصدمة ووضعت يديها على شفتيها لتردد بتوتر رهيب 
إنت !
التوى ثغر خالد بإبتسامة شبه مغترة وأشار بذراعه في الهواء قائلا 
أهلا وسهلا بيكي في بيتنا المتواضع !
أنزلت يديها عن فمها وتلفتت حولها بعدم تصديق متساءلة 
ده .. ده بيتك !!!!
ايوه
مش معقول
وقف خالد قبالتها وراقب ردة فعلها بفضول كبير .. ثم هتف بابتسامة مهذبة 
غريبة صح !
رفعت رأسها لتنظر إليه عن قرب فأطال هو من نظراته الممعنة بها .. وظهر عليه الإهتمام بهيئتها الجميلة .. وزادت ابتسامته اتساعا وهو يضيف 
مممم.. مش بيقولوا الدنيا صغيرة !
توردت وجنتيها قليلا من الاحراج .. وحاولت سريعا أن تربط أطراف الخيوط معا .. وهمست بعدم تصديق 
مش ممكن !
لاحظ هو ذهولها الواضح في نظراتها إليه وتابع بصوت خفيض لكنه ثابت 
أعتقد إنك مش قادرة تستوعبي ده لسه ! أنا ممكن أوضحلك أكتر
هتفت بشهقة عالية بعد أن توصلت للإستنتاج المؤكد 
معنى كده إنك انت .. آآ...
انتبه هو لنظراتها المحدقة به وأعجبه حماسها الممزوج بخجلها وكذلك تبدل انفعالاتها في لحظة واخرى وردد متساءلا بإهتمام وهو يدس يده في جيب بنطاله 
أنا ايه 
أشارت بسبابتها نحو صدره وهي تسأله بصرامة غريبة 
انت أخو باسل 
تعجب من أسلوبها المتحول وقطب جبينه مجيبا إياها بتساؤل أخر 
باسل ! هو انتي تعرفيه 
هزت رأسها بالإيجاب وهي ترد قائلة بجدية 
اه يبقى صاحب أخويا مسعد
حرك خالد رأسه متفهما سبب وجودها في منزله ومع ذلك لم يشبع هذا فضوله لمعرفة كيف لم يتعرف إليها طالما هي أخت رفيق أخيها .. فسألها بإهتمام أكبر 
أها بس غريبة دي أول مرة أشوفك هنا 
نظرت له إيناس بنظرات حادة وردت عليه بحنق ظاهر في نبرتها بعد ان استشفت إشارة ضمنية منه لكونها سهلة المنال 
أكيد طبعا لازم تشوفني أول مرة ماهو أنا مش هاجي أزور أخوك يعني هو مش صاحبي أنا ولا أنا أعرفه أوي !
استشعر خالد الحرج مما قاله وتأكد من انزعاجها من سؤاله الغير دبلوماسي .. وظن أنه تسرع بل أخفق حينما ردد مثل تلك النوعية من الأسئلة التي لا تجوز خاصة في تلك المواقف والصدف الغريبة ..
كور قبضة يده وقربها من فمه ثم تنحنح بصوت خشن واعتذر قائلا  
احم .. سوري مقصدش انتي دايما متسرعة وبتفهميني غلط أنا أقصد إن باسل مقاليش إنه يعرف بنات حلوين زيك
لم تهتم هي بما قاله ونظرت له شزرا فتابع قائلا بحذر
قصدي ان اخوات أصحابه جمال وشيك !
ردت هي بتأفف ظاهر بصورة جلية وهي تشيح بوجهها للجانب 
أها أبيه باسل
صدم خالد من اللقب وتمتم بلا وعي 
أبيه !
أوضحت له إيناس مقصدها بإمتعاض 
أصل أنا بأعتبره زي
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 50 صفحات