الأحد 24 نوفمبر 2024

احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الرابع حتي السابع

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

يعجز حقا عن استكمال عمله وهو يرى تلك الفتاة تتعمد التدلل دون حياء أمامه وكأنها فتاة ليل أتت لتوقعه بشباكها وليست سيدة أعمال من الطبقة الراقية حرك جرفاته بتوتر يهاجم تلك الأحاسيس المتضاربة التي تهمس بفحيحها إليه بالهرب من مكتبه وليحدث ما يحدث وأثناء تلك النقاشات السرية بينه وبين ذاته أخرج عمر هاتفه ثم أرسل ابن عمه برسالة نصية 

ياسين مينفعش تيجي مكاني ساعة واحدة.. 
ولم يتواني سوى ثوان معدودة حتى أتاه الرد 
خير يا عمر 
منحها نظرة سريعة قبل أن يعود للعبث بأزرر هاتفه
مش عارف اتعامل مع مسؤولة الشركة اللي كلمتني عنها شكلها مش تمام كده! 
اتاه رده سريعا وكأنه بقائه بالمحادثة يحمل قلق رؤية ماذا هنالك 
أنت بتهزر يا عمر يعني في كل مرة هيجيلك شغل مرتبط بواحدة هتسيب مكتبك وشغلك لحد.. شوف شغلك يا دوك أنا ورايا meeting مهم.. 
وضع هاتفه على مكتبه باحباط من عدم نجاح خطته البديلة لذا لم يجد أي حلول سوى الانتهاء مما وكل به ففتح الملف الموضوع من أمامه ثم بدأ يمارس عمله بمهنية باحتة محاولا التغاضي عن نظراتها وطريقة جلوسها المستفز عل تلك الساعة تمر عليه مرور الكرام. 

تطلعت للجهاز الصغير بتمعن وسعادتها تتدفق عبر تلك الدمعات الرقيقة وهي تتأمل جنينها الذي يحرك أطرافه الصغيرة بحرية فإتكأت بيدها على السرير حتى استقامت بجلستها فتحسست بأصابعها شاشة الجهاز من أمامها بحنان وكأنها تلامس جنينها لحما ودما احتفظت نور بالصور المصغرة بحقيبتها حتى يتمكن عمر من رؤية صور ابنهما الذي على وشك دق باب الحياة فما أن رأتها داليا تخرج من غرفة الطبيبة حتى دنت منها تسألها باهتمام 
_ها طمنيني حددتلك ولا لسه 
أجابتها وهي تغلق حقيبتها الصغيرة 
_قالتلي بعد اسبوع هنحدد. 
ببسمة صغيرة قالت 
_إن شاء الله تقومي بالسلامة يا حبيبتي. 
بتمني نبع بنبرتها رددت 
_يا رب يا داليا. 
رأتها تنظر لهاتفها بترقب واهتمام غريب فسألتها بدهشة 
_عمر متصلش بيك ولا أيه! 
ردت باندفاع وكأنها كانت تنتظر سؤالها 
_لا ودي أول مرة يعملها.. 
وتحلت بالصمت لدقيقة اتبعها قرار مفاجئ
_ايه رأيك تيجي معايا المقر.. حابة اوري لعمر صور البيبي هيفرح أوي لما يشوفها. 
تعلم إنها حتى وإن رفضت الأمر ستجذبها نور عنوة لأي مكان تود الذهاب إليه لذا قالت باستسلام 
_أنا خارجة معاكي من الصبح فأكيد وراك في أي مكان. 
غمزت بعينيها بمشاكسة 
_كده تعجبيني. 

بالمقر الرئيسي لشركات الچارحي.. وبالأخص بقاعة الاجتماعات الرئيسية.. 
انتهى ياسين من طرح القواعد على موظفي فروع وشركات آل الچارحي تجاه المناقصات الأخيرة وبعض الحسابات المتعلقة بالمصانع والمكينات فختم اجتماعه الطويل بكلمات أنهى بها خطابه المستفيض 
_بتمنى تكونوا استفادتوا من المعلومات اللي قدمتها ليكم وياريت لو في أي مشكلة ترجعوا لحد من المدراء لأن الغلط مش مسموح لحد بعد ما وصلنا للمكانة اللي بقينا فيها. 
وأغلق حاسوبه المتصل بشاشة العرض الرئيسية الضخمة وانخفض للميك الصغير الموضوع على الطاولة المطولة من أمامه قائلا بتهذب 
_الاجتماع انتهى.. تقدروا ترجعوا لشغلكم. 
فور نطقه لتلك الكلمات حمل الجميع الأوراق الموضوعه من أمامهم ثم انسحبوا تباعا خلف بعضهم البعض في سباق للعودة للشركات التي تبعد عن المقر بمسافات ولم يبقى بالقاعة سوى ياسين الذي يلملم متعلقاته بينما يحمل بعض العاملين أكواب القهوة الفارغة من المقاعد الشاغرة وحينما هبط ياسين الدرج الجانبي المتصل بالاستيدج المرتفع انتبه لعدي الذي يجلس باسترخاء بأول صفوف المقاعد واضعا قدما فوق الأخرى ويتابعه بنظرات ثاقبة ضيق الاخير عينيه بحيرة من اساكشاف الغموض خلف صفونه ووجوده هنا بهذا الوقت بالتحديد فجذب أحد المقاعد ثم قربها منه وجلس وهو يتساءل بذهو 
_بتعمل أيه هنا 
بثبات اعتاد الاخير عليه من معاشرته لياسين الچارحي وها هو يتواجد مع نسخته المصغرةقال 
_جاي أشوفك.
رمش بعينيه بتوتر من القادم 
_يبقى أختارت! 
هز رأسه بتأكيد فتساءل ياسين بلهفة 
_مين 
أجابه دون صمت غير مستحب قد يطيل اجابته 
_رائد وأحمد. 
ضيق ياسين عينيه پصدمة بدت لعدي الذي تساءل باستغراب 
_مالك مش مقتنع باختياري! 
احتضن مقدمة انفه بين يده وهو يحكها بارتباك طفيف 
_لا مش دي الحكاية.. بس أنا أعتقد أن الاختيار ده مش منطقي يا عدي لأن رائد صعب في شغله ومش هيسمح أن أحمد ياخد منه الصفقة وأحمد كمان ذكي وشاطر فبالتالي موجهتهم لبعض مش هتكون في محلها. 
تجعد جبينه بذهول اتبع حديثه 
_وده المطلوب.. رائد هيكسب المناقصة وأحمد كمان هيكسبها. 
واسترسل بحدة 
_ثم اني مش حاططهم في مواجهة بعض يا ياسين كل واحد منهم لازم يقدم العرض اللي محدش هيقدر يرفضه وبالتالي المناقصتين هيرسوا على شركات الچارحي. 
زفر بيأس وهو يحاول تقبل فكرته المحاطة للأمر 
_مش عارف يا عدي.. بس الأفضل من وجهة نظري اننا نلجأ لعمي هو أكيد عنده الحل المثالي اللي هنقدر بيه نكسب الصفقتين بدون ما نحط حد في مواجهة التاني. 
أخفض ساقه بقوة جعلتها تحتك أرضا مصدرة صوتا مزعجا 
_انت ليه مضطر تنرفزني قولتلك مستحيل هطلب منه مساعدة!
واستطرد پغضب جامح 
_هو اختار اللعبة دي من البداية عشان عايزني ارجعله واطلب مساعدته وده مستحيل هيحصل يا ياسين. 
نهض ياسين عن المقعد ووقف قبالته وهو يحاول أن يجعله يستوعب ما يود قوله 
_أنا فاهم كل اللي بتقوله ده ومش معارضك فيه بس أنا عايزك تفهمني يا عدي لو رائد أو أحمد قدم عرض أقل من التاني وحد فيهم كسب المناقصة هتخلق عداوة وكره بين الاتنين. 
ابتسامة ساخرة تشكلت على طرفي شفتيه وتسللت عبر نبرته المستهزئة 
_أنت فاكر أننا ممكن نخسر بعض بعد السنين الطويلة دي عشان شغل! 
جابهه بما يود طرحه في محاولة لجعله يفهم النقطة البعيدة عنه 
_لما تقارن قدرات ومهارة كل واحد فيهم يبقى بتخلق شيء عمره ما اتولد بينا يا عدي. 
أغلق بنيته بقوة يحارب ما يهاجمه من صداع يخلق من فرط حديثه الذي لم يعتاد عليه فتحلى بالصمت لقليل من الوقت ثم قال بهدوء يعاكس ما بداخله 
_طب قولي أنت شايف مين الأنسب انه يمسك الصفقة دي 
صمت بحيرة قرأها الأخير بحرافية فهمس ساخرا 
_شوفت بقى إني صح.. لأن هما الأفضل بين الشباب كلهم. 
وتركه وكاد بالرحيل ولكنه تعمد التراجع عن أخر خطاه ليخبره ببسمة ماكرة 
_على فكرة فكرت أحطك بدال رائد بس حسيت إني محتاجاك لشيء أفضل من التفاهة دي. 
وغمز بخبث فتعالت ضحكات الأخير لفهمه ما يود الۏحش ايصاله له فهمس بيأس فور رحيله 
_وبعدين بقى في الحړب اللي عمالة تكبر دي! 

قطفت احدى الزهرات من الحديقة الخارجية للمقر ثم صعدت بالمصعد لمكتب زوجها ومازالت الزهرة قريبة من أنفها تشم عبيرها الزاهي وصلت داليا للمكتب بعد أن توقف المصعد ففتح لها السكرتير باب المكتب فور رؤياها فولجت للداخل وعينيها تهتدي بمن يتابع عمله بتركيز لم يسعفه بالشعور حتى بصوت الباب اقتربت منه والابتسامة تحفز خلاياها حتى جلست على المقعد المقابل إليه فوضعت الزهرة على الحاسوب الذي يضغط على أزرره وصوتها الرقيق يتناغم لمسمعه 
_تسمح تقبل مني الوردة دي يا فندم 
انتبه لها جاسم فرفع عينيه تجاهها باهتمام سلب مع تلك الابتسامة التي انتقلت تلقائيا لشفتيه فحملها اليه وهو يخبرها بمشاغبة 
_مقدرش أصلي مرتبط يا جميل! 
ضحكت على نبرته المطولة بالحديث وخاصة حينما أضاف 
_بس لو جبتي كمان وردة مش هضحي بجوازي بس لا هضحي بكل

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات