احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الثامن حتي العاشر
الجواب الأمثل لسؤاله فقال
_تحب تلعب
ابتلع ريقه المتحجر بصعوبة بالغة فهو يعلم هوسه المړيض پقتل ضحاياه بألعاب مخيفة فحاول جاهدا رسم بسمة لم تجدي نفعا بظهورها وهو يجبر لسانه على الحديث
_بلاش يا باشا أنا آ...
انقطعت باقي كلماته حينما وجد نظرة كادت بسلخ جلده بعيدا عن جسده فتراجع للخلف بخطوات مرتعشة حتى مال بجسده على الحائط الأصفر المخصص للعبته المعتادة عصب عينيه بغمامة سوداء ثم جذب بعض من السكاكين الصغيرة الشبيهة بالشوك الحاد وأخذ يسدد حول جسده بعشوائية دون أن يرى هدفه فاخترقت اثنتان من الشوك جلد ذراعيه والأخرى ساقه فصړخ ألما ولم يجرأ عن التنحي جانبا فهو الأعلم بشروط لعبته الحقېرة إن تنحى جانبا يعني هلاكه ومۏته السريع أزاح الغمامة عن عينيه وحدجه بنظرة مستمتعة لما ناله من اصابات لا بأس بها كعقاپ بعدما اقترح عليه أن ېقتل عدي بنفسه ويريحه من وضع تلك الخطط التي تستنذفه جذب أخر شوكة موضوعة على الطاولة الحديدية ودنا منه وهو يردد بغموض مقبض
احتقنت عينيه بذكريات جعلتها تموج احمرارا فزاد من ضغط اصابعه حول الشوكة حتى ڼزفت يده بچرح عميق
انقسمت المهام بين الشباب فكان من نصيب ياسين ورائد تزين وجهة القصر ومهام جاسم وحازم تزين القاعة الداخلية بينما أحمد ومعتز تزين الردهة الرئيسية حتى الفتيات تقاسمن بما سيفعلن فزينت نور ومليكة الدرج بينما قامت شروق ورانيا بتغليف المقاعد بالاشرطة البيضاء التي تتناسق مع لون البلالونات أما نسرين ورحمة فكانوا يعدن الكعكة الشهية بإتقان حتى أسيل وداليا نسقوا الردهة بمساعدة الخدم بحمل أغلب الاساس حتى لا يظل بها سوى المقاعد والطاولة الضخمة كان الهدوء يخيم على الاجواء الجميع يعمل بتمعن وتركيز صدى الدبوس الصغير قد يصدر جلبة مع تلك السکينة وكعادته يأبى الانسجام مع تلك الاجواء فكان سريع للغاية باتخاذ فعل مخالف حينما القى ما يحمله من البالون وهو يصيح بمن يعلو الدرج الخشبي
هبط جاسم درجة ليتمكن من رؤيته جيدا واقترح ساخرا
_ما تطلع تشتغل بدالي بدل طولة لسانك دي!
أجابه حازم بكل غرور
_أنزل وأنا اوريك أحلى شغل.
ابتسامة عريضة ماكرة تملكته فهبط وهو يشير له بالصعود صعد حازم الدرج بعنجهية وكأنه يصعد سلم المجد ثم التقط البالون منه وحاول أن يلصقها جوار الاخرى مثلما كان يفعل جاسم تقطب العرق على جبينه وهو يحاول التمدد بعيدا عن الدرج ليصل لها فكان يظن إنه إن كان أقصر من جاسم قليلا لن تعيقه أي مشكلة بوجود الدرج انحنى حازم أبعد عن نطاقه المسموح فاهتز الدرج به حتى تمايل جانبا تشبث حازم بالعمود الذي يقابله لينجو من سقوط الدرج المهلك وصاح پألم سرى بذراعيه التي تتعلق بحافة الاعمدة الحاد
قهقه عاليا وهو يحاول التماسك ليجذب الدرج الخشبي ولكن رؤيته معلق هكذا ذكرته بالقرد الذي يتشبث بأحد فروع الأشجار الهاشة ثم يلقى مصيره المحتوم قرب جاسم الدرج وحازم مازال يحاول وضع قدمه على أحد درجاته بينما الاخير يكاد يسقط أرضا من فرط ضحكاته فزم حازم شفتيه ساخطا منه
كبت ضحكاته أخيرا وأشار له بغرور
_متقلقش أنا هتصرف.
صعد جاسم الدرج حتى وصل إليه وعاونه على الصعود على كتفيه فوضع ساقيه من حول رقبته تعلق حازم برأسه حتى احتضن جبهته فمنع عنه الرؤيا فصړخ به جاسم
_هشوف ازاي بايدك دي والله ارميك من هنا وأخلص.
ببسمة واسعة.
_الف شكر يا عمهم.
استند الاخير بيده على الدرج وهو يشير له بخبث
_ها حابب تكمل ولا
_توبت يا باشا اتفضل.
قالها وهو يفسح له المجال فصعد جاسم وهو يمنحه نظرة استحقار ورضا غلت الډماء بعروق الاخيرفانتظر حتى صعد وبدأ بعمله وانحنى بيده تجاهه وهو يناديه
_فين بقية البلالين يا حازم.. انجز.
امسك باحد البالونات واحتضن جبهته وهو يتصنع شعواره بالدوار فأخبره بتعب مصطنع
_شكلي هيغمن عليا ولا أيه!
واندفع بثقله تجاه الدرج حتى اسقطه بين زواياه أرضا فانطبعت معالم وجه جاسم على أرضية القصر بحرافية ريشة فنان مبتكر تعالت ضحكات حازم وأسرع تجاهه وهو يردد بمكر
_يا عيني عليك يا ابني.. طمني عليك مستقبل العيلة بخير ولا في ذمة الله
ما أن اقترب منه حتى عركل جاسم قدميه ليصبح هو من يحتضن الارض والاخير يحاصره من الاعلى