الوصية بقلم مارلي إيهاب

في بيت كانت واقفة بنتين تؤام سارة و سهيلة 
عندهم تسع سنين
سارة بدموع 
علشان خاطر يا بابا متخرجناش من المدرسة
سهيلة بدموع 
طيب احنا زعلنا حضرتك في حاجة علشان تتطلعنا احنا دايما بنطلع الاول ليه حضرتك عايز تطلعنا
محمد بضيق 
بس بقي يا بت انتي وهي انا قولت اللي عندي مش ناقص ۏجع دماغك كل واحدة ادخلوا اوضتكم و متعصبنيش انتي و هي

سارة كانت هتتكلم شافت نظرة عصبية من ابوها 
دخلوا اوضتهم وسلمي قالت بهدوء 
كويس كدة يا محمد طول ما انت بتسمع كلامي كل حاجه هتبقي كويسه احنا لازم نبعد العيال دي عننا يا محمد
محمد بتوتر 
ازاي يعني
سلمي بخبث 
انا لقيت ليهم شغل كويس في البيوت يا حبيبي وهيقيموا هناك و انا خلاص حامل في الولد اللي نفسنا فيه من زمان ناخده ونبعد خلاص احنا مش محتاجين البنات في حاجه لابنحبهم ولا بنحب خلفتهم اسمعني كويس احنا خلاص خرجناهم من المدرسة
محمد بتركيز 
ايوة يعني و بعدين لما يروح يشتغلوا هنعمل اية
سلمي بهدوء 
ركز معايا يا حبيبي احنا عايزين نجيب ابننا يبقي وحيد و هو المتحكم في حياته اما البنات دول بقي يا محمد انا كلمت الناس و قولتلهم انهم هيروحوا يشتغلوا عندهم و هيباتوا كانوا معترضين علي السن بتاعهم بس انا قولتلهم انهم بنات شاطرة وعارفين كل حاجه ما انا علمتهم
محمد بضيق 
ايوة يعني لما نوديهم مش هيجوا هنا تاني ده اللي انتي عايزة تقوليه
سلمي بضيق 
مالك يا محمد مخك تخين ليه احنا في اليوم ده نجهز نفسنا و ناخد بعضنا و نمشي انا كلمت سمسار وقولتله يجيب شقة مفروشة لينا في اسكندرية و انت كمان هتصفي شغلك كله هنا 
و تنقله علي اسكندرية يا محمد و ساعتها البنات هينسونا و احنا كمان هننساهم
محمد بقلق 
بس يعني هنعمل كدة في بناتنا
سلمي بعصبية 
انت هتكدب الكدبة و تصدقها ولا اية يا محمد لو سمحت اعمل اللي بقولك انت عارف كويس ان العيال دي لو كبرت وهما في وسطنا ابنك مش هياخد مليم احمر فاهم لازم نعمل كدة 

محمد بهدوء 
طيب يا سلمي انا هعمل كل اللي اقدر عليه علشان نحافظ علي مال ابننا انتي هتودي البنات امتي
سلمي بهدوء 
هاخدهم دلوقتي كل واحدة في مكان بعيد عن التانية
محمد بهدوء 
طب ماشي قومي اجهزي انتي وانا هعمل تلفوناتي و اشوف الاجراءات التصفية دي هتخلص امتي
سلمي بهدوء 
تمام
سلمي دخلت للبنات وقال 
يلا يا بنات البسوا علشان هنروح مشوار سوا
ساره بحزن 
هنروح فين يا ماما حضرتك مش قولتي هتكلمي بابا و تقنعيه يسبنا في المدرسة
سلمي بهدوء 
ايوة حصل البسوا بس واجهزوا و هنبقي نتكلم في الموضوع ده بعدين يا سارة يلا في خلال ربع ساعة تبقوا جهزتوا
سهيلة 
حاضر يا ماما هنجهز دلوقتي
سلمي خرجت و دخلت اوضتها و جهزت و كذلك البنات و بعدين اخدتهم وركبت القطر واستنت ما حطيتهم تيجي وبعدها بشويه نزلت ركب التاكس وقالت له على العنوان وبعد ما وصلت وقالت لسهيلة بعد ما وقفتها في مدخل العمارة 
خليكي هنا يا سهيلة شوية و جيالك
سهيلة بستغراب 
هو في اية يا ماما حضرتك جيبانا هنا ليه
سلمي بضيق 
يا بت بقولك خليكي هنا يا سهيلة الله شوية و هنجي تاني مش هنتاخر دول خمس دقايق
سهيلة 
حاضر
طلعت سارة و سلمي ووقفت قدام الشقة وقالت 
بصي يا سارة يا حبيتي انا عارفة انك ممكن متفهميش اوي اللي هقوله ليكي ده بس انا مجبورة اعمل كدة
سارة بحزن 
مش فاهمة
سلمي بدموع مزيفة 
بصي يا سارة انتي هتعيشي هنا هتشتغلي في البيت ده بابا خسر كل فلوسه و مش لقين ناكل دلوقتي وبابا خالكم تخرجوا من المدرسة علشان مفيش فلوس نقدر نوديكم فيها انتي هتشتغلي هنا تعملي كل اللي يقولولك عليه علشان تجي تعيشي معانا تاني هو شهر واحد بس يا حبيبتي
سارة بدموع 
ماما لا متسبنيش عشان خاطري انا معرفش اعمل حاجه ارجوكي
سلمي بدموع 
حقك عليا يا حبيبتي بس صدقني ڠصب عني انا وابوكي مش ذنبنا حاجه بس ابوكي افلس و احتمال يتحبس انتي بس الشهر ده وهاجي اخدك يرضيكي ابوكي يتحبس انا خدت مرتبك مقدم علشان ندفعة يا حبيبتي مضطرة انك تشتغلي
سارة بعياط 
اشمعني انا يعني يا ماما اللي اخترتني اعمل كده
سلمي بدموع 
اختك كمان هتعمل زيك يا سارة بس في مكان تاني