السبت 23 نوفمبر 2024

الفصل الثاني من رواية غفران العاصي للكاتبة لولا

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

حديثها التي يعلم فحواه.....
اختفي من امامهم في لمح البصر ... تحدثت نسرين الي خالتها پقهر شايفه ابنك وعمايله مش معبرني خالص...
واستها خالتها بلطف معلش يا روحي ولا تزعلي نفسك انا انهارده مش هسيبه غير لما اعرف ايه حكايته بالظبط....
فتح زجاح شرفه غرفته يستنشق الهواء فهو بالفعل يكاد يختنق ويشعر بحاجته للهواء .... وقف ينظر الي حديقه القصر الواسعه امامه الممتلئه بمختلف انواع الاشجار واحجامها من كل صنف ولون ...
ولكن معظمها قد زبل وتساقطت اوراقه بسبب طقس الشتاء السيء...
كانت السماء الرماديه ملبده بالغيوم والمطر علي وشك السقوط ...
كان المشهد امامه كئيب لطالما كره الشتاء ووكره كل ما يتعلق به ...
كاد ان يدلف الي الداخل ولكنه لمحها تقف امام احدي احواض الزهور تهتم بها بنفسها ...تقوم بتنضيفها وسقيها بالمياه ...
كان مظهرها شاذا وسطا الجو الكئيب المحيط بها ...
كانت رقيقه ناعمه كزهره متفتحه في عز الربيع مزروعه وسط حديقه قاحله لا زرع بها ....
كانت تشع حياه وحيويه ...!!!
نظر اليها مطولا وعقله يكاد يجن وغير قادر علي استيعاب ما حدث !!!
هو وغفران !!!!! يا الهي كيف هذا
اما اليوم فهو موجود وسوف تتحدث معه بأي طريقه مهما كانت ...
بعد ربع ساعه كانت تقف امام مرآتها تصفف خصلاتها السوداء وتنثر عطرها المفضل لديها برائحه الزهور البريه...
سمعت صوت فتح واغلاق باب غرفته فهما بتفس الطابق .. فاسرعت تلقي ما بيدها لكي تلحق به قبل ان يرحل..
كان يسير في اخر الرواق متوجها نحو الدرج وقبل ان يصل لاول الدرج سمع همستها الرقيقه باسمه تستوقفه ع عااصي !!!
اغمض عينيه بنفاذ صبر فهو لا ينقصه ان يتحدث معها هي الاخري والآن وهو بتلك الحاله ....
فهي ارق من ان تتحمل نوبه من نوبات غضبه الذي يتحكم فيه بصعوبه ....
اخذ نفس عميق واجابها باقتضاب وهو موليها ظهره افندم !!!!
عضت علي شفتيها خجلا من رده الجامد عليها وسالته بنبره متوتره هو انت زعلان مني 
زفر بحنق ورد بنفس الطريقه المقتضبه لا ...
عندي شغل ومش فاضي ... ايه الجديد في ده ..
وبعدين ايه متغير معاكي دي .. اللي يسمعك كده يقول ان في بينا حاجه وانا متغير معاكي ...
اغرورقت عينيها بالدموع من هجومه العڼيف الغير مبرر وهتفت بلجلجه ااا صصل ... ككننت ...!!
هدر پعنف لا اصل ولا فصل ... مفيش حاجه حصلت لكل ده بس انتي اللي حساسه زياده علي رأي نسرين drama queen!!!
قالها وفر هاربا من امامها فهو يعلم انه اخرج عصبيته وصب جام غضبه عليها وهي ليس لها يد فيما يحدث معه ...
هي مثلها مثله في ذلك الامر !!!!!
وقفت مكانها تنظر في اثره بذهول .. لا تعرف بماذا اخطأت كي ېعنفها وېصرخ عليها هكذا ....
وضعت كف يدها علي فمها تكتم شهقه بكاء تكاد تخرج من جوفها وهرولت مسرعه الي غرفتها تحتمي بجدرانها وتبكي فوق وسادتها كما تفعل دائما تشكو اليها حزنها منه كما كانت تشكي شوقها اليه.....
ليييه ... لييييه يا عاصي لييييه!!!!

عاد عاصي الي القصر مع منتصف الليل فهو ظل يعمل في شركته لوقت متاخر حتي لا يدع لنفسه ولا ولعقله فرصه للتفكير ...
صعد درجات السلم ببطء وارهاق فهو يكاد يغشي عليه من التعب ..
دلف الي حجرته واغلق الباب خلفه بهدوء واشعل النور في الغرفه ولكنه اجفل عندما وجد والدته تجلس علي احدي المقاعد امام الشرفه في انتظاره!!!!
سالها عاصي مستغربا وجودها في غرفته في مثل هذا التوقيت خير يا امي .. ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ومقعدك في اوضتي في الضلمه كده
اجابته دريه بهدوء مستنياك ..محتاجه اتكلم معاك في موضوع مهم ...
تحدث عاصي بارهاق وهي يخلع ساعه معصمه ويحلب ملابسه البيته لياخذ حمام مريح قبل خلوده للنوم امي مش وقته .. انا راجع تعبان ومش شايف قدامي .. هاخذ شاور وانام .
بكره نبقي نتكلم زي ما انتي عاوزه ....
نهضت دريه من مقعدها ووقفت امامه عاقده فوق صدرها وهتفت باصرار لا هنتكلم دلوقتي .. انا بقالي اسبوع مش عارفه اتلم عليك ...
علي طول مش موجود ولا بشوفك علي اللاكل .. بتنزل واحنا نايمين وترجع برضه واحنا نايمين

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات