السبت 23 نوفمبر 2024

حكايات يحيي وماروس أبناء يوحنا الجزء الثاني حتي الحلقات الأخيرة

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

كان عندهم المسحوق الأبيض الذي يضيفونه لطعام ملوكهم فلا يمرضون وقد كان المسلمون ينظرون بعين الريبة لكل الكيميائيين ويعتبرونهم من السحرة وهذا نتيجة سيطرة الأفكار القديمة عليهم رغم أن الكيمياء صارت الآن علما له مجاله ولا علاقة له بالبدايات الأولى لكن الأمور بدأت تتغير الآن وإلا لما إجترأت على القيام بهذه المهنة في وضح النهارثم إلتفت حوله وسأله أين أخوك فلقد تأخر كثيرا وهذا الولد بدأ يتعبني فهو يمضي نهاره في ركوب الخيل والتسابق مع أقرانه ولا يستمع لنصيحتي لا في القراءة أو تعلم مهنة فأنا لن أدوم له وليس عندي مال لأعطيه إياه ..
...
يتبع الحلقة 3
حكاية يحيى وماريوس أبناء يوحنا
من زمن الخيال
لقاء مع الفتاة مريم الحلقة 3 
صار يحيى لا يفارق أباه ويمضيان النهار في المعمل وأوجدا طريقة جديدة لزيادة نقاوة المعادن وفصل الشوائب عنها وأيضا قاما بتقوية الفولاذ بإضافة الفحم إليه وتوسعا في تجاربهما إلى تلوين الزجاج وصناعة مواد جديدة للصباغة من الأحجار والنبات ورغم تعب يوحنا وسهره الليالي لم يهتم التجار كثيرا بشغله فقد كانوا يجدون أن تلك الأشياء تحتاج إلى درجة عالية من المهارة و ليسوا مستعدين لتعليم صناعهم فهم يربحون جيدا بما ينتجونه من بضاعة لكن ذلك لم ينقص من عزيمة الشيخ وإبنه فدائما الأشياء الجديدة يلزمها الوقت لقبولها أما يحي فصار يخرج في أوقات فراغه للتجول في القرية وهو أكثر ثقة في نفسه وكان ينظر لأقرانه يجلسون مع فتيات جميلات كالقمر تحت ظل الأشجاروهم يتهامسون ويضحكون في سعادة فأعجبه ذلك وأصبح يتردد على الإحتفالات والأعياد لعله يصادق أحد الفتيات لكنهن لم يكن يهتممن به فلم يكن أشقر كبقية شباب السريان وملامحه كانت خشنة مثل أبناء البدو ورغم عنايته بنفسه وهندامه إلا أنه بقي وحيدا يعاني من الحزن . 
وفي الأخير فكر في حيلة واستغل براعته في الكيمياء لصناعة الصابون المعطر ومستحضرات الزينة من الأعشاب التي تعلم أسرارها ثم نزل ببضاعته لسوق القرية وصارت البنات يقتربن منه ويشترين من عنده ويحادثنه وفي اليوم الأول باع كل ما صنعه في ساعة ورجع راضيا عن نفسه ولما رأى يوحنا ما ربحه من مال تعجب وقال له أنت لك عقلية التاجر وتعرف كيف تنتهز الفرصة لكن ذلك لا يجب أن يثنيك عن مواصلة التعلم فما تعرفه الآن ليس إلا نقطة في بحر أجابه يحيى لا تقلق يا أبي فقد صرت شابا ولا أريد أن أمد يدي إليك لأطلب درهما كما يفعل الصبيان !!! ضحك يوحنا وقال إني أفرح يا يحيى لما أقوم بذلك فلا أحس بالكبر ما دمت أعطيك من صرة نقودي صار يحيى ينزل إلى السوق بعد أن يتعطرويمشط شعره ويشذب لحيته فيبيع بضاعته ويضحك مع البنات وسمعت به نساء الأغنياء فصرن يأتين إليه ويوصينه على الزينة والمراهم فيصنعها لهن وفي أحد الأيام أتته فتاة إسمها مريم وكانت جميلة جدا لكنها تشكو من البثور في وجهها فقال لأمها إن شئت صنعت لها مرهما يشفي علتها ردت المرأة إن فعلت ذلك أعطيتك صرة كبيرة من الدراهم فلم نجد لهذه البثور علاجا !!! 
بعد أيام شفيت مريم وجاءته بالمال وقالت له هذه الصرة لك لكنه ردها لها وقال الدواء هدية مني في الغد رجعت البنت وتحادثت معه قليلا وقالت أن ذوقه جميل في إختيار روائح ومكونات عطوره ومراهمه وكل ما يصنعه يعجبها أحس يحيى بالزهو فمريم كانت شقراء وجميلة

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات