ولم تهتم لأصله بل به كإنسان ذواق وفنان وأول مرة يشعر بالحب وأنه إنتصر على جماعة يوحنا الذين كانوا يسخرون منه لاحظ أخاه ماريوس الفرحة على وجه يحيى وقال له إن لم أكن مخطئا فهناك امرأة في حياتك !!!فأومأ له برأسه فصاح ماريوس هذا خبر مفرح يا أخي تمتع بحياتك فأنت صرت كالفأر لا تغادر معمل أبيك وتنام فيه من شدة التعب .
أحد الأيام جاء يحيى لأبيه وقال له مستحضرات الزينة التي أبيعها ليست كافية و النساء يساومن حتى على ربع درهم !!! ماذا يجب علي أن أفعل لأزيد من ربحي استغرب الشيخ من هذا السؤال وأجابه لماذا يا بني هل ينقصك شيء تردد الفتى وقال له أريد أن أخطب إحدى الفتيات لكن عائلتها ميسورة وهم من أكابر التجار وأنا ولد فقير!!! ظهر الامتعاض على وجه يوحنا وأجابه المستقبل أمامك يا إبني ونحن لسنا فقراء بل إخترنا طول حياتنا أن نساعد الناس من المرضى وصنعنا العقاقير وبعناها بثمن بخس كل أهل القرية يعلمون مروءتنا وفضلنا قل لي عن الفتاة لأخطبها لك فأنا أعرف كل أهل القرية لكن يحيى قال سأجمع المال أولا وعندئذ سيحترمني أهلها !!!
أجاب الشيخ يوحنا حسنا يا إبني ليس أمامك إذن سوى أن تنزل لأسواق أنطاكية وتقابل التجار وسأرسلك لواحد من معارفي واسمه جابر البغدادي وسيأتي إليك لحد دارنا لشراء بضاعتك بثمن غال فهو يعرف جودة صنعتنا ولن تخسر وقتك في البيعهل رضيت الآن فقبل يحيى يديه وقال لتحل عيك بركات العذراء يا أبي ...
...
يتبع الحلقة 4
حكاية يحيى وماريوس أبناء يوحنا
من زمن الخيال
الروم يدخلون القرية الحلقة 4
مرت الأيام وزاد غرام يحيى بمريم كان لطيفا معها ويقدم لها الهدايا وينشد لها الأشعار الرقيقة فارتاحت إليه خصوصا لما علمت أنه إبن يوحنا وليس هناك في القرية أو من حولها من لا يعرف فضله وحتى أمها بنت الأعيان لم تعارض لما سمعت عن علاقة إبنتها مع يحيى ولم يبق سوى إعلام أبيها المشكلة أنه رجل يعشق المال ولا يهمه لا العلم ولا العبادة ولقد جمع ثروته من دباغة الجلود وهو يتاجر مع البدو واليهود والروم ويذهب إليهم في ديارهم ويتلطف معهم ولا يجد حرجا في أكل والشرب من شرابهم سواء كان خمرا أم نبيذ التمرما يعنيه هو الربح أما الدين فآخر ما يفكر فيه ولم يكن يحيى يعرف ما هو مقدار المال الذي عليه جمعه ليوافق أبو مريم على تزويجه من إبنته .
هذا ما كان من أمر يحيى أما ماريوس فلقد إشتهر بشجاعته وصار يرافق قوافل التجار التي تذهب لمختلف مدن الشام والعراق وأحيانا كان يغير عليها قطاع الطرق لكن الفتى كان يهزمهم كل مرة وأصبحوا ېخافون منه أما أبوه فنصحه بالإبتعاد عن المغامرة بحياته والالتحاق بشرطة الخليفة لكنه رفض فالسفر صار يعجبه ولم يرد أن يتزوج وڠضب أبوه منه وأغلظ له في القول لكنه يرجعو يستغفر ربه ويدعو ماريوس بالهداية ذات صباح إستيقظ الشيخ على صوت صياح وجلبة في الأزقة ولما خرج ليستطلع ما يجري وجد الناس تحزم أمتعتها إستعدادا للرحيل و قيل له أن البيزنطيين إستولوا على الحصون التي عند الحدود وهم يندفعون في أرضهم لا يوقفهم شيئ وربما تكون مدينة أنطاكية قد سقطت الآن .
صاح يوحنا بفزع وضړب كفا بكف ثم قال أين جنود الخليفة وماذا فعل الوالي بكل المال الذي أخذه منا رد أحد