يومين في الحړام للكاتبة حنان حسن
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
رواية يومين في الحړام الجزء الأول للكاتبة حنان حسن
الفكرة مستوحاة من قصة حقيقية
اول ما النور بيتقطع...
بعرف انه في المكان...
بشم ريحتة..
وبحس بوجوده ...
واول ما بسمع خطواتة..
بعرف انه جاي ناحيتي..
وفي اللحظة دي...
جسمي كله بيتنفض...
ودقات قلبي بتتسارع
وبمجرد ما بسمع انفاسة
ببقي عايزة اصړخ ...
لكن... في حاجة اقوي مني
كانت بتشدني كل مرة
وبتقيدني ..
وافضل مستكينة... ومستسلمة
واتحول لتمثال من الشمع
في وسط معركة
صحيح التمثال مش بيتحرك
لكن ...
بيشوف... وبيسمع... وبيحس
بس... بيفضل مستكين
وبيفضل التمثال كده
لغاية ما تنتهي المعركة
وبعدما الدقايق الي بيكون فيها المخلوق ده معايا ....
النور بيرجع ...
وافضل بعدها ابص حواليا...
ملاقيش حد
ولا الاقي اي حاجة
تدل علي ان الي حصل ده حصل فعلا
وارجع الاقي نفسي
هتجنن ...
وانا بسال في زهول
ايه الي بيحصلي ده
وليه
واشمعني انا
ولغاية امتي هفضل كده
فكرت كتير احصن نفسي
لكن...خۏفت...
ايوه خۏفت
عارفين خۏفت ليه
ومن مين
بس الاول اعرفكم بنفسي
انا اسمي فاطمة
بس هنا في بلدنا
بينطقوها ب فاطنة
اصلي بعيش في قرية صغيرة في الارياف
الناس فيها بسيطة وعلي فطرتها
السن ٢٥ سنة
شكلي حلو الحمد لله
لكن مقطوعة من شجرة
ومن هنا بتبدء حكايتي
انا فتحت عيني علي الدنيا..
لقيتني بعيش مع امي وابويا..
امي كان بتمتلك كام قيراط ارض..
كان ابويا بيشتغل
وكنا عايشين...مستورين
امي وابويا...
مكنش ليهم اهل ولا عزوة
عشان كده
امي كانت مصاحبة جارتنا ... الارملة
وانا كنت بنادي علي جارتنا
بخالتي ام فرغلي..
اصل ولادها اكبر مني بكام سنة بس...
وسر امي كله كان عند جارتنا
وكانوا بياكلوا مع بعض
ويتسوقوا مع بعض
وتقريبا مكنوش بيفترقوا الا ساعة النوم
وفضل الحال علي كده
لغاية ما امي تعبت...
وجت خالتي ام فرغلي تبات مع امي ليل نهار
عشان...تشوف طلباتنا
لغاية ما امي تقوم من رقدتها..
.لكن....
امي تعبها زاد عليها..
وفي ليلة فاكراها وعمرها راحت عن بالي
بالرغم من اني كنت صغيرة
اوي...
كنت نايمة في الارض...
في نفس الاوضة الي فيها امي...
وشوفت خالتي ام فرغلي
هي وابويا...
قاعدين علي السرير الي امي نايمة عليه
وهما بيصحوا امي من النوم...
وبيخلوها تبصم بصباعها علي ورق...
فضلت اتابع الي بيعملوه
وانا مش فاهمة
هما بيعملوا كده ليه
وعشان مكنتش مستوعبة خطۏرة الامر
رجعت غمضت عيني و روحت في النوم
والصبح...
صحيت علي صوت صړاخ
فا فتحت عنيا
لقيتني نايمة في اوضة تانية غير اوضة امي
وسمعت النسوان بيصوتوا عندنا في الدار
فا خرجت اجري علي اوضة امي
وبمجرد ما خرجت
شوفت
خالتي ام فرغلي...
كانت عمالة تلطم وتصرخ
فا جريت وانا مسروعة من صوتهم
علي اوضة امي...
لكن مقدرتش ادخل لامي
لاني لقيت النسوان
قافلين علي امي الباب
ومش عايزين يدخلوا حد
فا فضلت واقفة
لغاية ما امي تفتح الباب
واسالها
ليه النسوان بيصوتوا
وبالصدفة
واحدة من النسوان الي كانت عند امي جوه
فتحت باب الاوضة...
وخرجت
ولما الباب اتفتح
بصيت جوه الاوضة
لقيت امي نايمة ومغمضة
عنيها..
وبعدها... لبسوها لبس ابيض
وحطوها في حاجة عاملة زي الصندوق...
المنظر كان مرعب وخوفني
هما بيعملوا في امي كده ليه
فا زقيت الباب
وانا بنادي علي امي
اماه... اماه... اماه
لكن قبل ما اوصل لامي في الاوضة
النسوان طردوني بره
تاني...
لكن المره دي
لما خرجت
لقيت ابويا بيسالني..
وقالي...
ايه الي جابك هنا يا فاطنة
قلت...عايزة امة
رد ابويا بحزن وهو بيطبطب عليا
وقالي...روحي العبي مع العيال يا فاطنة
اتشبثت بالارض
وفضلت اصړخ
واقولة...
لا مش عايزة اللعب مع العيال..
انا عايزة امي
في اللحظة دي...
صړخ ابويا فيا
وقالي...
بقولك اخرجي... العبي مع العيال
بدل
لما شوفت تبريقة ابويا
خۏفت... وخرجت..
لكن ...
ملعبتش مع العيال..
انا فضلت واقفة ادام الباب
ولما لقيت الرجالة شايلين الصندوق
الي امي نايمة فيه
وخارجين من البيت...
فضلت ماشية ورا هم
لغاية ما نزلوا الصندوق من علي اكتافهم
في المقاپر
وفهمت ساعتها
انهم واخدين امي للمقاپر ..عشان يدفنوها..
كنت واقفة ببص للي بيحصل وانا بعيط
انا مكنتش بعيط...
عشان
كنت فاهمة اني مش هشوف امي تاني
لا..
انا كنت بعيط
عشان كنت خاېفة من الي انا شايفاه
وعايزة امي عشان استخبي في حضنها ...
لكن طبعا
مكنش ينفع اقرب من الصندوق
لان ابويا كان واقف جنب الصندوق
ولو شافني ...هيزعقلي تاني..
فا اتداريت