منخفض ابو الغراديق... بقلم محمد ابراهيم
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
من فترة كنت شغال في شركة بترول مشهورة .. كنا شغالين في موقع جغرافي في منطقة منخفض أبو الغراديق .. بالتحديد في أبو سنان الصحراء الغربية .
كان في شركة قبلينا شغالة على بير إكتشفوا بالأجهزة إنه تحتيه بترول
استغربنا بصراحة ليه الشركة إللي قبلينا دي بعد ما أكتشفوا الموقع وبدأوا بالفعل الحفر.. ف الأخر يسيبوا المكان ويمشوا!.
احنا شوفنا أيام صعبة جدا
المواقف المرعبة إللي كلنا بدون إستثناء شوفناها عمرنا ما هننساها.. وكذا واحد من العمال والمهندسيين اتأذوا اذى شديد.
أول ما جينا الموقع ماحصلش أي حاجة .. بدأنا نجهز المعدات والكساحة إللي بتشيل الأنابيب .. وكان معانا عربيتين بيك أب كبيرة دبل كابينة .. ولودر وونش .. وميكروباص إللي بينقلنا الأكل .
وبدأنا بالفعل شغل والدنيا كانت ماشية بهدوء ماهو محدش فينا كان حاطط ف دماغه اي حاجة..
لحد ما أخدنا الأجازة ورجعنا مرة تانية .. الشغل عبارة عن 3 أسابيع شغل وأسبوع أجازة .
لما رجعنا كنت أعرف واحد من الوردية التانية .. لما شوفته وقتها لقيته ساكت وسرحان .. أسأله مالك مايردش .. وحاله حال باقي الوردية .. لحد ما نطق بعد معاناة ولقيته بيقولي
طبعا مافهمتش معظم كلامه إللي كان بالنسبالي لغز لأنه ماردش على اسألتي.. وسابني ومشي..
بصراحة ماهتمتش بكلامه وبدأت أنقل المعدات بتاعتي للموقع
شغلنا بيتقسم لشيفتين .. شيفت من 7 الصبح ل 7 بالليل وشيفت بيستلم من بالليل للصبح .. أنا الشيفت بتاعي كان ليلي من 7 بالليل لحد 7 الصبح .
المهندس بتاعنا فضل يتصل بيه ماكنش بيرد .. بس إتصدمنا لما سمعنا واحد من العمال جاي جري وبيقول پخوف
_ ألحق يا باشمهندس .. في حريقة على بعد 2 كيلو !!.
حضرنا طفايات الحريق وركبنا العربيات الدبل كابينة .. وصلنا للعربية إللي بتتحرق .. إكتشفنا إنه الميكروباص !! .
مستحيل الطفايات دي تكون فاضية .. ولو حصل هاتكون طفايا أو إتنين .. مش 11 طفايا !.
بصينا لقينا عم حمدي السواق جاي جري علينا وهو بيترعش .. حمدنا ربنا إنه كويس وماحصلوش مكروة .. بس كان ف حالة صعبة .. عمال يترعش ومش قادر يتكلم كلمتين على بعض وهو بيتمتم بكلام مش مسموع.. غالبا كان بيستعيذ بالله.
_ أنا كنت داخل على الموقع .. وماشي على سرعة 40 .. أقسم بالله على نفس السرعة .. وكنت مشغل أم كلثوم .. وفاتح النور العالي علشان أشوف الطريق كويس.. وأنا ماشي لقيت طوبة بتتحدف على البريبربز إللي قدامي !
فرملت فجأة .. ونزلت بسرعة .. طبعا بصيت حواليا مافيش صړيخ إبن يومين .. وشتمت إللي حدفها بصوت عالي .. ورجعت ركبت الميكروباص ومشيت .. مشيت وأنا باصص حواليا بس مش شايف حد .. وعمال اسأل نفسي أومال مين إللي حدف الطوبة والإزاز إتشرخ شرخ بسيط نتيجة الحدفة .. يعني أكيد مش بيتهيألي .. المهم مشيت شوية وفجأة.. أقسم بالله لقيت حفرة غويطة ماعرفش بقى ظهرت إمتى وأنا كل يوم بروح وباجي من على الطريق دا .
يا دوب ظهرت قدامي.. تفاديت الحفرة بسرعة وقلبي من الصدمة كان هيقف.. مالحقتش أتخض كتير لإني شوفت حفرة تانية قدامي .. ووراها حفرة تالتة ورابعة وخامسة .. حفر كتير جدا.
فضلت أحود بالدريكسون يمين وشمال علشان أبعد عن الحفر لكن الميكروباص ماستحملش وإتقلب بيا !.
خرجت منه بمعجزة .. وبرغم القلبة دي بس والله الميكروباص كان داير