قصة العجوز بقلم محمد ابراهيم
الا بني ادم يا عم عاصم .. فوق.
وقتها اتعدلت في قعدتي وانا بقوله
_ اومال تفسر بايه اللي شوفته ده يا معاذ .. بقولك سور المدرسة كان اكتر من 4 متر .. والاقيه قاعد فوق وباصصلي .. مش هقولك عنيه كانت بتنور ولا هقولك ازاي طلع على سور المدرسة .. قولي بقى ازاي انا بشوفه بيظهرلي في البيت واشوفه بنفس اللبس ونفس لمعة عينه .
_ انا مش هرد على كل اللي بتقوله ده لاني هثبتلك وجهة نظري .. النهاردة هروح معاك للكوبري ونشوف .
وبالفعل وافقت وعلى الساعة ١٢ بالليل مشينا انا وهو لحد ما وصلنا للكوبري صوت الهوا والمطر كانوا عاملين جو مرعب الحقيقة .
لقيته وقف وقالي
هو خلص كلامه وبدأ شعر جسمي يقف وجسمي يقشعر بدون مقدمات عارف شعورك لما بتكون قاعد لواحدك بس جواك متأكد ان في عين بتراقبك نفس حد تاني معاك في نفس المكان بس انت مش شايفه والکاړثة الأكبر انك حاسس بيه .
_تعالى معايا يا معاذ بلاش تقف لواحدك هنا .. اسمع مني وبلاش العند اللي في دماغك ده .
رفض علشان كدا سيبته ومشيت ومن جوايا واثق انه هيشوفه عديت الكوبري وروحت لما وصلت البيت رنيت على معاذ علشان اطمن عليه .. لكنه مردش عليا .. ولما حاولت اكتر من ٢٠ مرة في الأخر لقيت موبايله أتقفل !! .
وده خلاني أقلق أكتر وأتأكد انه جراله حاجة وكان قرار خدته الساعة ٢ بعد منتصف الليل اني هلبس وأنزل وأروحله نفس المكان اللي سيبته فيه علشان أطمن عليه لاني كنت حاسس بالذنب.
طول الطريق وحاجة جوايا بتقولي ارجع ماتروحش أحسنلك .. فضلت أرسم سيناريوهات كتيرة في دماغي وكنت بدعي ربنا ان مافيش ولا سيناريو كنت بفكر فيه يحصله لان كلهم مكنوش خير .
وصلت عند المدرسة .. بصيت على السور وكأني المفروض اني ألاقيه قاعد على السور .. بس مكنش موجود .. وعلشان أكون أمين في كلامي .. أنا لقيت الجلابية اللي كان لابسها محطوطه على السور في نفس المكان اللي شوفته كان قاعد فيه !! .
_ معاذ .. يا معاذ أنت هنا .. معاذ .
فجأة سمعت صوت فرامل عربية وصوت خبطة قوية .. سمعت أه .. بس ماشوفتش حاجة لان مكنش فيه حد ماشي على الكوبري أصلا!! .
بلعت ريقي وأنا بنادي على معاذ للمرة التانية .. مشيت تحت الكوبري كام خطوة لحد ماصعقت لما لقيت موبيله مرمي على الأرض ومتكسر !! .
مسكت الموبايل واتأكد انه بتاع معاذ .. تحت الكوبري كان في عربيتين راكنين وكومة ژبالة جنب العربيتين .. لما مسكت الموبايل سمعت صوت جاي من عند الژبالة .. صوت حد بيئن !! .
لما استنيت شوية واتأكدت من الصوت قربت اكتر علشان الاقي معاذ قاعد جنب كومة الژبالة وضامم رجله بإيده وبيترعش !! .
_معاذ .. انا عاصم .. باصصلي كدا ليه وقاعد هنا من امتى .. هات ايدك وقوم معايا .
مكنش مركز عليا .. كان باصص ورايا وهو بيبكي .. لما مديتله ايدي علشان يقوم معايا رفض وحط دماغه بين رجله .
صوت نفس هادي .. تزييق .. صوت خطوات بتقرب مني وانا واقف قدام معاذ ومن ورايا العجوز بيقرب علينا وعلى وشه ابتسامة شيطان! .