ليلة الحلقة الثانية
تشغلى دماغك. ..
...ماشى هشغله المحامى بتاعه هو تعرفه منين بقى ...
...بسيطة بعتله حظ ب آلاف جنيه عمل كل اللى انا عايزه يعنى من الاخر يقنعهم بسرعة الصلح وأنهم ينفذولك اللى انتى عايزاه لأنهم هيخسروا القضية. ..
اختارت هدى مع هذا الرجل لماذا يتكبد عناء إلغاء كل العقبات التى من الممكن أن تمنع سفرها.
...أنا ممكن أسأل سؤال وتجاوبنى بصراحة ...
...قولى ...
...ليه انا بالذات ليه بتعمل كل ده فى ممرضات
أشطر منى بكتير ويتمنوا ربع الفرصة دى ...
كان مسلسل الرسايل كان سريع بينهم لكن توقف تماما عند هذه الرسالة وكأنه لا يعرف الرد أو حتى يفكر فى رد مناسب لقوله
...قولتلك مرة أن الأمير هو اللى اختارك وده كفاية عندى عشان اعمل أى حاجة عشان انفذ رغبته وبعدين انا بدور على ممرضة هتعيش فى بيتى وفى وسط اهلى وهتقضى معظم الوقت مع أبويا يعنى لازم أكون واثق فيها ...
...تصدق رد مقنع ...
...مش مهم تقتنعى انا اللى عايزة أسألك سؤال ومحتاجله إجابة صريحة ...
...اتفضل ...
...يوم المترو كنتى فعلا ضاربة حاجة زى ما صاحبتك كانت بتقول ...
...فى سؤال أهم ياترى اجابتى هتأثر على قرارك بسفرى معاك...
...دى مش إجابة لسؤالى ياهدى متجاوبيش على سؤالى بسؤال. ..
...أفندم ...
... قرصين كنت واخدة قرصين ترامادول ..
لم يرد مرة أخرى يبدوا انه يحاول استيعاب المفاجأة
... وانتى بتاخديه. .
...أنت ايه رأيك
...تانى بتردى بسؤال. ...
.. لأ مليش فى الحاجات دى كان صداع جامد وطلبت من واحدة حاجة للصداع ادتنى ده اخدته من غير ما أعرف هو ايه ...
...وانتى بتاخدى أى حاجة من أى حد ..
...اصلى بثق فيها وللأسف هى كمان كان مضحوك عليها ومكانتش تعرف هو ايه ...
...أنا هصدق ياهدى ...
...أنا مبكدبش. ..
...عارف ...
اثارتها هذه الكلمة فعلا
...يلا نامى دلوقتى عشان تقدرى على أحداث بكرى قصدى انهارضة الساعة بقت تلاتة هستنى رسالة بردك النهائى بكرى بليل تصبحى على خير ....
...أوقات بتبقى قليل الزوق وبتنرفزنى بس فيك حاجة حاجة تجنن ...
وضعت المخدة فوق رأسها وهى مبتسمة وتقول
...أنت على بعضك تجنن ...
بالفعل مر اليوم على هدى كالچحيم لكن نهايته اراحتها حقا قد انتهى كل شئ انتهى الکابوس لم يبقى شيئا تقلق بشأنه غير أخواتها ووالدتها
دخلت المطبخ وجدت والدتها تدور فيه ذهابا وإيابا بدون هدف معين ويبدوا عليها الڠضب الحقيقى
...بتعملى ايه ياماما ...
...بحضرلكوا العشا ...
...ومين هيتعشى اتنين روحوا مع اجوازهم واتنين طلعوا يناموا مش فاضل غير انا وانتى ...
..لأ ولا حتى انتى هتاكلى ياماما. ..
جلست المرأة على أقرب كرسى وبدأت عينيها تمتلئ بالدموع وهى تقول ... ربنا يسد نفس اللى كان السبب ...
...سيبك من الكلام الفارغ ده تعالى معايا عايزاكى فى حاجة ...
أمسكت بيدها وادخلتها غرفتها اجلستها على حرف السرير وهى تقول
... حاجتى اللى اتشونت تحت دى ابدأى أتصرفى فيها اللى ينفع يتعان لهيام عينيه واللى مينفعش بيعيه وخدى دول كمان ...
...إيه دول ...
...مؤخر الصداق اللى اخدته نصه عينيه تصرفى منه والنص التانى سدى بيه جزء من الدين اللى عليكى. ..
...دى فلوسك عينيها هتحتاجيها وبعدين مالك بتتكلمى كأنك مش هتفضلى معانا ...
...خدى الفلوس ياماما واعملي اللى بقول عليه وأنا فعلا هسافر ...
...هتسافرى ! فين وليه ...
....السعودية وطبعا عشان اشتغل ...
... والشغل مينفعش إلا بالسفر ما انتى بتشتغلى أهو ...
...وفى أخر الشهر بأحد كام أخرى 2000 جنيه هناكل منهم ولا هنسد دين ولا مصاريف دراسة البنتين ولا ولا ياماما احنا على اخرنا ...
...الناس هتقول ايه يابنتى ...
...الناس الناس الناس عملونا ايه الناس لما أبويا ماټ واتبهدلنا بعده لما اخواتى اتمرمطوا واللى يسوي واللى ميسواش يأمر ويتحكم لما بخرج وببات برة عشان أجيب قرش يساعدنا لما اتدينتى لطوب الأرض عشان تجهزيينا لما الناس نفسهم هم اللى نهشوا عرضى عشان ببات فى شغلى
بعد كل ده ولسة بتقولى الناس
الناس هيعملولك ايه لما واحد من الديانة يشتكيكى بشيك من اللى انتى ماضياهم على نفسك وتدخلى السچن هعمل ايه وقتها انا والولايا اللى جوا دول ...
اڼهارت الأم وسقطت على الأرض باكية ركعت هدى بجانبها
...ياماما انا مش بقولك كدة عشان تعيطى انا بقولك الكلام ده عشان تعرفى انتى واقفة فين بالظبط إحنا محتاجنلك بجد لازم تمسكى نفسك وتفضلى واقفة فى وسطتنا اللى اتجوزوا فينا واحدة منهم جوزها مسافر ومبيجيش غير شهر واحد فى السنة والتانية جوزها انسان ژبالة وجوازها على كف عفريت وأنا واديكى عارفة حالى وهيام عايزة مصاريف من ڼار عشان تكمل كلية الألسن بتاعتها والتانية عايزة كلبشات وتتكلبش بيها لاسعة وخيالها واسع هنضيع من غيرك ياماما
سيبيلى انا موضوع الفلوس كل اللى هيجيلى هبعتهولك كل شهر تصرفى وتسدى دينك واللى يفضل ابدأى جهزى هيام بس سيبك من الناس وخلينا ندور على مصلحتنا ...
ارتمت الأم فى أحضان ابنتها ولم يتوقفا الاثنان عن البكاء إلا من الإعياء الذى اصابهما
ارتمت هدى على سريرها وامسكت بهاتفها ارسلت له رسالة من أربع كلمات فقط
... أنا موافقة اسافر معاك ....
....أنا موافقة اسافر معاك ...
رد عليها برسالة هو الأخر
... بكرة هاتى معاكى اوراقك الرسمية وصور خاصة عشان الفيزا والباسبور. ..
ولم ترد فقط قرأت الرسالة ووضعت الهاتف أمامها وأعادت رأسها
للخلف لماذا تخاف من الغد ضهل لأنه جديد عليها أم لأنها تعودت على الصدمات فمن الطبيعى وجود صدمة أخرى غدا .
بعد نصف ساعة صدع تييليفونها بتنبيه الرسائل مرة أخرى
... بطلى تفكير ياهدى نامى وارتاحى احسن ...
ابتسمت هو يتذاكى عليها فمن الطبيعى أنها تفكر تسهر ليلها تفكيرا فى أمس واليوم وقلقا من الغد
لكن رغم علمها بذلك إلا أن رسالته تمس شيئا فى قلبها وتسعدها حقا
أغمضت عينيها وذهبت فى ثبات عميق من ارهاق اليوم من اوله وحاولت أن تحلم بالجيد فى مستقبلها لا السئ منه
خرجت هدى من بيتها فى طريقها للمستشفى رغم تنبيه والدتها ونظرات الناس التى تلاحقها منهم الموافق على ما فعلت ومنهم اللائم
لكن لديها إحساس بأن شئ جديد ولد بداخلها شئ لا تعلمه تركيبة غريبة من الحرية والانطلاق والتفائل والأمل شئ جعلها مختلفة مختلفة فى نظرتها وابتسامتها حتى كلامها شئ أضاف لوجهها نضارة أكثر ولنظرهها بريق خاص
وهذا كله لاحظه خالد من أول نظرة ألقاها عليها واحقاقا للحق كل هذا أضاف لها جاذبية جديدة لم يعهدها بها رغم أنها بالفعل كانت مٹيرة بالنسبة له لكن ما حدث أضاف لها نكهة جديدة .
تم التصريح من الأطباء بخروج الأمير من المستشفى من أجل تجربة المكوث فى المنزل لفترة قبل سفره ليتطمئنوا على صحته وقدرته على التعايش واكمال علاجه بعيدا عن المستشفى لكن بالطبع اوصوا بوجود ممرضة متخصصة تتابع ادويته وصحته جيدا
وبالطبع كانت هدى هى الاختيار فعجل خالد من إنهاء أوراق استقالتها من المستشفى أما عن العمل الحكومى فهى فعلا فى إجازة رسمية منذ أكثر من شهر
لم تمانع هدى فى ذلك ولم تخبر