الجزء الثاني من عم غالي ل محمد ابراهيم
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
ايده وبيأكل الكلاب والقطط الصغيرين بيشتري ليهم لبن وبيحطه في العلب وبعد ما خلصوا أكل وشرب بيمشوا معاه لحد الأوضة اللي هو بناهلهم مخصوص.
وبيدخلوا كلهم وكان على لسانه دائما جملة دي أرواح وليهم علينا حقوق ولحد أخر يوم في عمري هفضل أرعاهم .
الإسعاف وصلت والمسعفين بينزلوا وبيجيبوا السرير اللي هيحطوا عليه عم غالي بمحرد ما قربوا الكلاب بدأت تنبح عليهم عيونهم مليانه دموع..القطط اتلموا حوالين راسه وناموا وكلبين من الكلاب ناموا عند رجله وكأن لسان حالهم بيقول مش هتاخدوه مننا .. هو هيقوم وهيجبلنا أكل .. ماحدش هيقرب منه .
بصيت على دعاء لقيتها شايفه المشهد وپتبكي بحړقة راجل عجوز من اللي موجودين قال بحزن
_ يا جدعان مايصحش كدا .. لازم الأمانة توصل لصاحبها .. حرام .
اتشجع كام شاب وبعدوا الكلاب والقطط عنه وشالوه وحطوه على السرير مع نباح الكلاب اللي زاد والقطط اللي طلعوا فوق السرير المسعفين شدوا الكرسي والشباب واقفين قصاد عيون الكلاب علشان يحاولوا يشتتوا انتباههم بس الكلاب بدأت تهجم على الشباب في الوقت اللي المسعفين بدأوا يتحركوا بالعربية.
اللي شوفته بعد ما الأسعاف مشيت هي لوحة فنية حزينة لابعد الحدود لوحة رسمها الجشع والقلوب الحجر.. لوحة أبطالها الكلاب والقطط اللي بداوا يجروا ورا العربية بكل سرعة ممكن تتخيلوها.
جنازته كانت من أكتر الجنازات اللي مشيوا فيها ناس في منطقتنا والمناطق اللي جنبينا وبعد ما أتدفن والحيوانات اللي كانوا ملازمينه في حياته كانوا هما هما اللي مفارقوش تربته وهو مېت وكأنهم بيوصلولنا رسالة وبيقولوا هو ماسبناش وهو عايش .. وجيه علينا الدور اننا نفضل جنبه بعد ما ماټ زي ما وصانا قبل ما ېموت .
ربنا يرحمك يا عم غالي .. احنا دلوقتي بنفذ وصيته وبنحطلهم كل يوم الاكل والشرب اللي يكفيهم وكانوا سبب اننا كل ليلة حتى بعد ما عدى من الزمن ٩ سنين اننا نترحم عليه لاننا بنوديلهم الأكل عند الترب اللي هو مدفون فيها.
اتعلمت ان الحيوان أوقات كتير اوي بيكون أحسن من طباع البشر وقلوب الحيوانات بتكون رئيفة ورحيمة على اللي بيعطف عليها.
ربنا يرحمك يا عم غالي .. ربنا يرحمك يا راجل يا طيب .
تمت.
حقيقي من أقرب القصص اللي كتبتها على قلبي أتمنى تكون عجبتكم ومتنسوش الدعم علشان أستمر في نزول القصص.