السبت 23 نوفمبر 2024

جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


و لا متى يأتي كل ما يدركه المرء ان نصيبه الذى قسمه الله له سيدركه 
صړخة دوت في جوف الليل كانت كافية لانتزاع نديم من قلب فراشه مندفعا لحجرة ناهد دون ان يطرق بابها ليجدها لازالت تصرخ مشوشة الفكر لااه مش انا يا عفيف انا اختك مش انا  
جلس نديم على طرف فراشها يهز كتفيها حتى تستفيق لكن نظراتها الملتاعة كانت وكأنها ترى اخيها أمامها الان واقفا يتوعدها حيث تتسمر نظراتها وتهتف صاړخة بأسمه 
هزها نديم من جديد لعلها تصحو من ذاك الکابوس المسيطر عليها بهذا الشكل و المتكرر منذ ايام  
هتف فيها رغبة في إيقاظها اهدي يا ناهد اهدي ده مجرد كابوس انا نديم انا معاك مټخافيش  

لحظات من الشرود و التيه مرت و هي لا تجبه و أخيرا بدأت في البكاء عندما تيقنت ان ما رأته لتوها لم يكن الا كابوسها المعتاد منذ غادرت النجع و تركت كل ما يتعلق بحياتها السابقة خلف ظهرها حتى اخيها الوحيد الذى لا تحب مخلوق على الأرض بقدر حبها له  
أشفق نديم عليها و هي على هذه الحالة من الضعف و الهشاشة فما مر بهما الأيام الماضية لم يكن سهل على الإطلاق على فتاة مدللة و رقيقة كناهد مد كفه ليناولها كوب الماء من الطاولة القريبة  
امرها في هدوء وهو يقرب منها الكوب خدى اشربي هاتبقى احسن 
دفعت الكوب بعيدا في ڠضب ڼاري صاړخة و هي تنهض من فراشها دافعة الغطاء عنها غير مدركة انها تقف أمامه الان برداء نومها و بلا اى غطاء لشعرها الذى كان يسافر على كتفيها في ڠضب لا يقل عن ڠضب صاحبته انا مش عايزة أشرب انا مش عايزة حاچة انا عايزة اخوى عايزة عفيف  
و اڼفجرت ثانية في بكاء يدمي القلب ولم يكن بوسعه ما يقدمه في تلك اللحظة الا النهوض في هدوء و الرحيل خارج الغرفة تاركا إياها لعلها تهدأ بعد قليل و تدرك انه لا يقل عنها حزنا و حرمانا و انه شريكها في نفس المركب مركب الضياع التي كتبها عليهما القدر 
استعدت دلال للنوم و ما ان همت بوضع نفسها تحت غطاء فراشها حتى سمعت طرقات خاڤتة على باب حجرتها عرفت انها للخالة وسيلة فهتفت اتفضلى يا خالة  
دخلت وسيلة و على وجهها تلك الابتسامة الوديعة المحببة و ما ان همت بالتوجه لفراشها في احد جوانب الغرفة حتى ابتدرتها دلال هاتفة تعالي جنبي يا خالة احكي معايا شوية لحد ما اروح ف النوم 
ابتسمت الخالة وسيلة و اتجهت لتجلس بالجانب الاخر من الفراش حيث اشارت دلال لتتدثر بالغطاء اتقاء للبرد القارص في تلك الفترة من الشتاء هامسة وهي تربت على جبين دلال بحنان دافق استلذته الاخيرة و هي تتذكر حنان أمها و طيبة ابيها لتجده متمثلا في تلك المرأة التي انفتحت لها ابواب قلبها على مصرعيها ما ان طالعتها منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماها ارض النعمانية كانت تعتقد انها ستعاملها بجفاء و قلة اهتمام نظرا لمعرفتها بما حدث من اخيها لكن على العكس تماما كان تعاملها بكل حنان و ود و هذا ما اثار تعجب دلال و جعلها تسأل مستفسرة مقلتليش يا خالة  
تنبهت حواس وسيلة لتجيب على ما تسأله دلال التي استطردت انت ازاى بتعملينى كويس قووى كده على الرغم من انك عارفة اللي حصل من اخويا و حكايته مع ناهد اخت عفيف بيه !  
تنهدت الخالة وسيلة و هي تملس على شعر دلال برقة هامسة أجولك
الحج يا بتي اني مكنتش هديكى وش و لا كنت عايزة أعرفك م الأساس كفاية اللي عمله اخوك لكن عفيف بيه كان محرچ على اني أعملك زين و مضايجكيش و لا افتح معاك سيرة الموضوع ده من اصله و ان چيتى للحج اني كمان اول ما اطلعت لك جلبي انفتح لك و جلت ذنبها ايه في اللي حصل من اخوها و ناهد  
همست دلال بشجن بس نديم اخويا مش ممكن يعمل كده يا خالة  
همست الخالة وسيلة متنهدة و مين كان يجول إن ناهد بت النعمانى و اخت عفيف بيه تعمل كده !  
تنهدت دلال بدورها و همست بفضول بس إنتوا هنا بتسمعوا قووى لكلام عفيف بيه و محدش يقدر يكسر له كلمة 
واستطردت دلال ساخرة ده و لا الحاكم بأمره ده إنتوا شوية و تتنفسوا بإذنه  
هتفت الخالة وسيلة من جديد معلوم يا بتي مش كبيرنا و امره و طاعته واچبة  
هتفت دلال بس يعنى عفيف بيه مش كبير ف السن كده عشان يبقى كبير النعمانية ده سنه ميتعداش ال٣٥ سنة  
هتفت الخالة وسيلة و من مېتا هي بالسن يا بتي !! كفاية جوى انه يبجى حفيد النعماني الكبير عشان يبجى ليه الامر والطاعة  
تعجبت دلال يا سلااام !! للدرجة دى !  
تنهدت دلال في تعجب ياااه واضح انه كان بيحبها قوووى !! 
ابتسمت الخالة وسيلة في شجن كان بيحبها بس جولى بيعشجها عشج كيف الحكاوي اللي بنسمع عنيها ف السيما عاش يتمنى يسمع منيها كلمة واحدة تريح جلبه لكن راحت جبل ما تجولها و هو عاش بحسرتها العمر كله لحد ما ماټ مجدرتش تنساله اللي عمله فيها  
فغرت دلال فاها و قد وصلت القصة لمنحى خطړ لتهتف بفصول متسائلة عمله فيها ! عمل ايه عشان متسامحهوش العمر ده كله و هو بيحبها بالشكل ده !  
تنهدت الخالة وسيلة و قد شعرت انها كعادتها تفضي بما لا يجب عليها البوح به فهمست و هى تنفض الغطاء عن جسدها لتنهض متوجهة لفراشها يا بتي سهرنا كتير النهاردة نامي لحسن هتلاجى الحريم دريوا بمچيتك و هياجوك من فچر ربنا تتمسي بالخير  
دست الخالة وسيلة نفسها بفراشها غير واعية لدلال التي اثارت القصة فضولها لأبعد حد لتتركها دون ان تخبرها بكل أحداثها  
تقلبت بفراشها عدة مرات و اخيرا هدأت ممددة على ظهرها وهي تحملق بسقف الغرفة العالي جدا عن عادة المنازل الحديثة و ظلت تفكر في كل الاحداث التي سردتها عليها الخالة وسيلة حتى جذبها النوم الى احضانه لتنام هانئة قريرة العين 
لا تعرف كيف نهضت من فراشها لتجد نفسها تقف في ردهة المندرة حائرة بين الغرف الكثيرة المتناثرة أبوابها على جانبيها و أخيرا سمعت هناك من يناديها توجهت بكليتها باتجاه الصوت الضعيف الذى يناديها بإستماتة تحركت في آلية تجاه احد الأبواب و الذي لم يكن الا تلك الغرفة التي نامت فيها سهوا ليلتها الأولى هنا بالنعمانية  
فتحت باب الغرفة في ترقب ليطالعها الظلام الدامس للوهلة الأولى و فجأة يشع ضوء غريب يبدأ في الظهور على الفراش ليكبر بشكل مبهر كان يغشى عينيها عن رؤية ماهية ذاك الشئ المضئ الا ان الصوت الضعيف ذاك و الذى استمر يناديها طالبا للمساعدة بدأ في الظهور بقوة الان  
لا تعرف كيف واتتها الجرأة و الشجاعة لتتقدم داخل الغرفة تجاه ذاك الضوء الساطع حتى اذا ما وقفت قبالته تبينت انها امرأة تجلس على طرف الفراش تمد لها يدها و لم تتردد هى لتعطيها تلك اليد لتنهض من على فراشها لتتبين دلال انها امرأة حبلى همست لها في رجاء وبنبرة ضعيفة خديني من هنا  
اومأت دلال برأسها موافقة و أسندت المرأة و هما بطريقهما للخروج من الغرفة  
خطوات بسيطة حتى ظهر ذاك الشبح الأسود الذى يقف على عتبة الباب يمنع خروجهما لم تتبين
ملامحه لان الضوء كان يغمره من خلفه لكنه يبدو كظلا لعفيف  
تمسكت بها المرأة المجهولة في وهن وهى تضع كفها الطليقة على بطنها المتكورة همست بشئ لم تستوضحه دلال والتي حاولت وأصرت على الخروج من الغرفة مهما حدث مع المرأة المسكينة لكن ذاك الشبح الأسود كان الأسبق ليجذب باب الغرفة مغلقا إياها و صدى ضحكاته يهز أركان المندرة جميعها حتى ان دلال نفسها لم تتوقع منه ذلك فهتفت صاړخة ليفتح لهما الباب و يطلق سراحهما لكنه لم يكن ليسمع احد و عم الظلام من جديد حتى ان نور تلك المرأة بدأ يخبو رويدا رويدا حتى اختفى تماما و تلاشت هى معه ليسود الظلام الدامس من حول دلال لتصرخ في فزع  
كانت صړختها تلك مدوية مع انتفاضة أيقظتها و الخالة وسيلة لتتطلع حولها في ذهول لتدرك انه كابوس اخر لا تدرك كنهه  
ابتدرتها الخالة وسيلة مندفعة اليها بكوب ماء هامسة بعد الشړ عنيك يا بتي استعيذى بالله و خدي اشربي  
تناولت دلال كوب الماء لترشف منه القليل ثم اعادته لكف الخالة وسيلة التي ربتت على كتفها في حنان هامسة جومي يا بتي أتوضي و صلي و ادينا بجينا الصبح هنزل احضر لك الفطور التمام  
ما ان همت الخالة وسيلة بالرحيل حتى أمسكت دلال بكفها كطفلة تتشبث بكف أمها هاتفة لااا خليك معايا يا خالة لحد ما ألبس و ننزل نحضر الفطار سوا  
ربتت الخالة وسيلة على كفها المتشبثة بها هاتفة و ماله استناك بس شهلى عشان عفيف بيه مبيحبش أتأخر عن فطوره  
هتفت دلال بوجل هو هيفطر معانا  
اكدت الخالة معلوم ياللاه بس همي انت و انا مستنياك اهااا  
أسرعت دلال في مهمتها وخرجت معها لتتوجه لتحضير الإفطار و مرت بجوار الغرفة وهى في سبيلها لنزول الدرج لترتعش لاأراديا  
تنبهت الخالة وسيلة لتسألها في اهتمام مالك يا بتي ! فيك حاچة !  
تنهدت دلال مفضية للخالة وسيلة بكابوسها العجيب و الذي لا تعرف له تفسيرا 
امتقع وجه الخالة وسيلة مع انتهاء دلال من سرد حلمها لتربت على كتفها وتهمس بصوت تحمل نبراته قلق مبهم خير يا بتي خير  
وضعوا
 

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات