جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش
الاطباق على طاولة البهو الواسع داخل البيت الكبير و ما ان انتهت كلتاهما من وضع اخر الاطباق حتى ظهر عفيف من اعلى الدرج متوجها إليهما هبط الدرجات في تؤدة مٹيرة للأعصاب و اخيرا اصبح قبالتها ليهمس بصوته الاجش الذى يعبق الجو حولها بسيطرة عجيبة تجبرها الا تنتبه الا لنبراته القوية و تفاحة ادم الراقصة بحلقه صباح الخير يا داكتورة
جلست على احد المقاعد على جانب الطاولة الكبيرة و التي تصدر هو بطبيعة الحال مقعدها الأساسي على رأس احد أطرافها
بدأ في تناول الطعام بشهية معتادة و هي التي تشعر منذ الصباح ان بجوفها ڼار تستعر
تنبه انها لم تمد كفها للطعام بعد فهتف متعجبا طب ايه يا داكتورة البيت بيتك منتيش محتاچة عزومة يعني جلنا العشا ماشي طب و الفطور كمان و لا انت حالفة ما تكلى من اكلنا !!
أشار للطعام بتأكيد هاتفا مدي يدك بس كليلك لجمتين هتلاجي نفسك اتفتحت
نفذت بآلية و هي تضع الطعام بفمها مختلسة النظرات اليه في غفلة منه تتذكر حلمها الليلة الماضية و شبحه الأسود لا يفارق مخيلتها و أخيرا تنبه هو لنظراتها المختلسة ليهتف متعجبا خير يا داكتورة بتطلعيلي كنك بتشوفينى لأول مرة !
لكن الخالة وسيلة تدخلت و هي تضع أكواب الشاي على الطاولة هاتفة اصلها حلمت بيك الليلة اللي فاتت
وليتها ما تدخلت هكذا هتفت دلال في سرها لاعنة نفسها ألف مرة انها حكت للخالة وسيلة حلمها الغريب ذاك رغبة في ان تجد تفسيرا لديها لا ان تضعها الان امام المزيد من سيل النظرات المسيطر ذاك و قد ضاقت عيناه متعجبا ليهتف أخيرا ساخرا حلمتي بيا ! حاچة چميلة و الله ان حد يحلم بيك
اڼفجر ضاحكا على غير عادته حتى كاد يغص في احدى اللقيمات التي كانت بالفعل في حلقه و أخيرا هتف و هي يتناول كوب الشاي يرتشف منه رشفة سريعة قبل ان يهتف كده يبجى ظبطت يا داكتورة اصلك حلم دي غريبة حبتين
ظنت انها ستقتص منه جراء إحراجها الا انها على
ظلت تتطلع الى مكانه حيث غاب منذ لحظات في ذهول واضح لتغير مزاج هذا الشخص الاغرب على الإطلاق ليعاجلها مناع مخرجا إياها من شرودها هاتفا الحريم بره ع البوابة يا داكتورة ادخلهم و لا لساتك بتفطري !
و نهضت من مكانها متوجهة للمندرة لعلها تجد ما يلهيها عن تذكر ذاك الکابوس و رد فعل صاحبه الأعجب على الإطلاق
يتبع٤غجري
انتهت دلال من معاينة النسوة جميعهن و ما ان همت باغلاق باب حجرة الكشف الخارجية حتى طالعها مناع على عتبتها يسألها في لهفة على حال زوجته معلش يا داكتورة بس سؤال كده ايه اخبار مرتى ! تماام
ابتسمت دلال لاهتمامه هاتفة اه يا مناع ذي الفل قربت خلاص كلها حاجة بسيطة و تدخل الشهرالتاسع
هتف مستفسرا يعنى كل حاچة تمام طمنينى يا داكتورة اصلك كانت هتروح فيها النوبة اللي فاتت
اتسعت ابتسامة دلال هاتفة متقلقيش لحد دلوقتى كل حاجة تمام بس الظاهر ان سعدية حظها حلو انها اتجوزت راجل بيعزها و خاېف عليها كده !!
وللمرة الأولى ترى مناع الذى يشبه الأسد الجسور ببنيته الضخمة و شاربه المفتول أشبه بقط أليف مع تلك الابتسامة الخجلى التي ارتسمت على شفتيه ليجيب هامسا معلوم يا داكتورة لو مكنتش اتچوزت سعدية مكنتش هتچوز غيرها
ردت دلال في سعادة ضاحكة يا بختك يا سعدية
أكد مناع و الله يا داكتورة اني ما كنت عايز عيال تاني الحمد لله على اللى چابه ربنا بس هى اعمل ايه ف دماغها عايزة تفرحني و تچبلي الواد
هتفت دلال باذن الله خير و ربنا يرزقكم باللي تتمنوه
رفع مناع يديه و ناظريه للسماء متضرعا يااارب
وهنا انتفض مناع في مكانه عندما تهادى لمسامعه نداء عفيف بيه باسمه ليهتف مسرعا اليه نعم يا عفيف بيه جاى حلا اهاااا
و اختفى بلمح البصر من أمامها لتبتسم هي و تدخل غارقة في افكارها و ما لابد لها من فعله لتبدأ النساء هنا في ادراك الحقائق العلمية و التي مفادها ان الرجل هو المتحكم في نوع الجنين و ليس هن لكن كيف لها ذلك ذلك ما اخذ منها جل وقت بعد الظهيرة
حاولت النوم قليلا لكنها لم تستطع تشعر بالملل الشديد هاهنا لاتجد ما يشغل وقتها بعد انقضاء فترة الكشوفات الصباحية بعد ذلك يصبح اليوم طويلا و مملا
تنهدت في ضيق و هي ترتدي تنورتها و بلوزتها و وضعت حجابها على رأسها بإهمال فهى على ايه حال لن تخرج خارج حدود المندرة و ستجلس بالأسفل قليلا
دارت حول البهو الواسع تتطلع الى أثاثه القديم القيم و تفتح الأدراج لعلها تجد جريدة او مجلة ما تطالعها لكنها و لحظها الحسن وجدت مذياع كبير الحجم حملته في سعادة داعية الله ان يكون غير معطل
بدأت في تشغيله ليصدح بالأنغام صفقت بيديها جزلا و بدأت تتمايل بفرح مع الأنغام الرقيقة المنبعثة من الجهاز أخذت تدور في البهو الواسع تضئ أنواره واحدا تلو الاخر لتسطع القاعة بنور مبهر يجعلها أشبه بقاعات الحفلات الكبرى جذبت احدى الوسائد الموضوعة على احد المقاعد وأغمضت عينيها لتسرح بخيالها كالعادة و تحلم بأنها تراقص ذاك الفارس الذى حلمت به دوما استدارة و أخرى بتنورتها الواسعة و حماسها للموسيقى جعل حجابها الواهن الاستقرارعلى رأسها يسقط دون ان تنتبه و هى التي كانت تركت شعرها الغجري منسدلا بعد ان مشطته لها الخالة وسيلة ككل ليلة شعرها الذى كلما كانت تهم بقصه تتراجع في اللحظة الأخيرة عندما تتذكر ان ابيها كان يحبه طويلا و غجريا هكذا لم تحظ بشعر ناعم مسترسلا كأمها و كان هذا الامر يثير ضيقها فكانت تكره ذاك الشعر الذى يشبه أمواج البحر في ليلة ظلماء بلا قمر
أخذت تدور و تدور و كأنها تفرغ شحنات الڠضب و التوتر و القلق و الأرق الذى يعتريها لعلها تهدأ بعدها و تنام و صورة اخيها الان امام ناظريها و لا تعرف ما سيكون مصيره لو ظهر فجأة و معه اخت ذاك المسيطر الذى لن يقبل بأى عذر مهما كان لما حدث
و للحقيقة هي لا تلومه مطلقا فماذا ستكون ردة فعل نديم ان قامت هي بذاك الفعل المشين !
عند هذا
الخاطر استفاقت متأوهة فلابد ان افكارها جذبتها و لم تنتبه لتصطدم بباب المندرة الرئيسي لكن الباب ليس من هذا الاتجاه و الباب حسنا لا يملك أنفاسا فتحت عيونها فى بطء و خواطرها تتزاحم في تشوش لا تستطيع تجميعها لتستخلص فكرة واحدة مفيدة
نظراتها تباطأت متصاعدة لتصطدم بتفاحة أدم التي كانت تهتز في اضطراب صعودا و هبوطا مؤكدة ان صاحبها يزدرد ريقه في تكرار متتابع
و أخيرا اصطدمت نظراتها بنظرات فحمية كانت تموج بمشاعر و انفعالات لم تستطع ان تفسرها و لو للحظة نظرا لتشوش افكارها وهي في تلك الحالة من صخب و فوضى من المشاعر و الأحاسيس العجيبة فها هي الان تجد نفسها ملتصقة باحضان احدهم نظراتهما معلقة و كأنها مشنوقة الى لوح القدر لا تستطيع ان تنتزع نفسها من ما هو محتوم و مقدر منذ خلق الله الأرض و من عليها ارواحهما هائمة لا تجد براح كاف لتجول به مبعثرة النشوة البكرالتي تعتريها
لا تعرف و لا تعتقد انه نفسه يعرف لكم ظلا على حالهما ربما ثوان او ربما دقائق لكنها كانت في مقياسهما أشبه بدهر كامل من الحلم
تنحنح هو و ابتعدت هي و لازال السحر العالق بينهما كامن لم يخبو
همس عفيف بصوت متحشرج لم يكن له وقد اختفت نبراته المسيطرة فجأة و هو يشير لباب المقعد الذي اتخذته هي غرفة للكشف انا نادمت عليك و لما مردتيش جلجت و انت سايبة باب الاوضة البراني مفتوح وده اللي دخلني و
لم تنتظر استطراده و لم تكن تملك جوابا و كانت لاتزل ترفل في ضياع تلك اللحظة العجيبة و المحملة بعبير الدهشة الصافي لذا ما كان منها الا ان اندفعت تصعد الدرج في هرولة مبتعدة عن محياه قاطعة ذاك الخيط الرفيع من الروعة التي كانت تجمعهما
دخل غرفته في سأم أغلق بابها خلفه و دفع بعباءته بعيدا و من بعدها عمامته التي ألقى بها على المقعد المجاور باهمال وألقى بجسده على المقعد الاخر في اڼهيار دافعا برأسه المنهك ليتكئ على ظهر المقعد و يمد قدماه الطويلتان أمامه بعشوائية كما اتفق
أغمض عيناه للحظات لكن خواطره ابت عليه الراحة لينتفض فاتحا إياهما من جديد عندما تجسدت أمامه صورتها الراقصة التي طالعها منذ قليل
هتف موبخا نفسه وااه يا عفيف خبر ايه !! من مېتا بتجلب حالك الحريم ايه ! نسيت وعدك لحالك
لتعود نفسه للرد هاتفة و يعني اللي وعدت نفسك لچل عيونها وفت بالوعد و لا كانت جتى تستاهله م الأساس
رد من جديد على نفسه وااه يا ناهد ليه كده يا بت ابوى ده اني حرمت الحريم على حالي و حلفت ما تدخل مرة امرأة البيت الكبير جبل ما انت تروحي لبيت چوزك معززة مكرمة يبجى ده چزاتى يا بت جلبي ! ياللي ربيتك ع العزيز والغالي ليه يا ناهد ! ليه !
لم يلق جوابا لسؤاله الحائر سوى الصدى لصرخاته الداخلية بجنبات روحه و صمت مطبق بعده تنهد في ضيق وهو يخلع جلبابه و يلقيه جانبا و يرتدي اخر اكثر راحة مستعدا للنوم
لكن من أين يأتي النوم و صورتها كأنها وشمت على مقلتيه فلا يبصر بعين