الخميس 19 ديسمبر 2024

روايه عاصفة الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


سعيده 
لمعت عيناها بخضوع وهي تطالعه 
مش عارفه اكون سعيده بأي حاجه حوليا وانا عارفه ان في حد غيري ليك 
وتابعت وهي تخفي وجهها بين كفيها 
انا عارفه ان ديه انانيه مني وانك مغلطتش وقلبي مصدق وعدك بس قلبي بيوجعني يافريد مش قادره 
انقبضت ملامحه وأطلق زفرة قويه تحمل معها كل ما بداخله 

ولم يجد ما يهون به عليها سوا ان يخذها بين ذراعيه ويضمها بقوه هامسا بجانب اذنها 
تعرفي انا موجوع اكتر منك وانا شايفك بتنطفي قدامي ولو رجعت بيا الايام مكنتش عملت فيكي كده 
كانت تشعر بصدقه مع كل كلمه منه ورفعت عيناها تتأمل ملامحه المرسومه ولم 
فضحك وهو يداعب انفها بأصبعه 
ما احنا اتجوزنا بعد شهرين ولا نسيتي 
وقبل أن تهتف بشئ صدح رنين هاتفه 
مين هيتصل بيك في الوقت ده 
فشعر فريد بالقلق واعتدل في رقدته يلتقط هاتفه ونظر للرقم ثم فتح الخط سريعا 
مالك يانادين فيكي حاجه 
ألتقطت زينه الاسم بآلم وكادت ان تنهض من جانبه الا انه امسك ذراعها ثم فتح مكبر الصوت 
انا فرحانه اوي يافريد بكره اول يوم ليا في الشغل حاسه اني طايره من الفرح اخيرا بابا حس اني استحق امسك شغله 
وهتفت وهي تريد ان يبثها ثقته 
تفتكر هنجح يافريد خاېفه افشل 
فطالع فريد زينه التي تستمع للمكالمه بملامح مبهمه 
هتنجحي يانادين خليكي متأكده من نفسك نامي واطمني 
فضحكت وهي تمسح دموعها 
انت احن اخ هعيش حياتي كلها اشكرك على وقوفك جانبي 
فتمتم بحنو
أنتي قولتي اني اخ ومافيش اخت بتشكر اخوها
فدمعت عيناها وابتسمت 
معلش اتصلت بيك في وقت متأخر بس كنت محتاجه اتكلم معاك 
وانتهت المكالمه لينظر لزينه التي تطالعه في صمت وعقلها يدور فيما سمعته تراه اخ لها تحادثه وكأنها طفله صغيره تنتظر أن تسمع صوت والدها 
سرحتي في ايه يازينه 
فزفرت أنفاسها ببطئ وهي شارده 
مش عارفه 
اراد ان يطمئنها وتسمع بأذنيها
متفكريش يازينه وخليكي متأكده اني ليكي لوحدك 
جلست نادين على فراشها تشعر بالحماس بأن والدها اخيرا أطلق سراحها اختارت ملابسها للغد بعنايه وكأنها طفله صغيره 
ولكن حصار الماضي والقسۏه اقټحمت قلبها وكتمت أنفاسها 
فسقطت دموعها وهي تلمس دميتها القديمه التي شهدت معها ذكريات طفولتها وصړاخ والدها بها حين كان ېموت احد أشقائها بعد ولادته بعام أو أشهر 
طفله مشؤمه 
وقفت أمام المرآة تنظر لحالها فأقتربت سهر منها تتمطئ بذراعيها بأرهاق 
مش مصدقه ان امبارح كانت خطوبتك ياشهد 
واحتضنتها تمازحها 
وكلها شهر وهتدخلي عش الزوجيه 
كانت تستمع لشقيقتها بذهن غائب إلى الآن لا تعرف اهي سعيده ام حزينه ام لا يوجد شعور لديها كل شئ يمر معها بسرعه وكأنها كانت في حلم واستيقظت منه للتو ولكن لأول مره لا تعرف أن تفسر
حلمها 
وزفرت أنفاسها بقوه وهي تنظر لدبلتها التي تتوج اصبعها فأبتسمت سهر 
افرحي ياشهد يوسف انسان رائع افتحي انتي قلبك 
فألتفت شهد نحوها 
مش عارفه افسر الشعور اللي جوايا ياسهر
ليسمعوا خطوات كاميليا التي كانت سعادتها لا توصف
رايحه فين على الصبح كده ياعروستنا 
فضحكت سهر وهي تطالع تبدل حال والدتها ونظرت إليهم ثم احتضنتهم
قولوا عليا جاهله ودماغي مش زي دماغ خالتكم بس انا مش هطمن غير لما الاقي عيالكم بيجروا حواليا وأجرى وراهم
طالعت شهد شقيقتها فأبتسموا فمهما فعلت والدتهم بهم فستظل أغلى شئ يمتلكوه
ابتسم أحمد وهو يلمح توترها وارتباكها قبل أن تدلف معه للمصعد ووقفت ملتصقه بأحد أركان المصعد تضغط على حزام حقيبتها اصبح يتلاعب بها دون رحمه يجهز لخطوته القادمه ولم يفكر أن عاصفة حبه قد اقتربت
عقبالك ياسهر 
فهتفت سهر بتوتر
وعقبالك انت كمان 
فحرك أحمد عيناه عليها متمتما
شكرا ياسهر كنتي حلوه امبارح الفستان كان لايق عليكي شكلك بالفساتين اشيك
وانفتح المصعد ليخرج أحمد تاركا اياها تطالع ملابسها التي تتكون من بنطال وبلوزة تصل لركبتيها ووضعت يدها على حجابها تهندمه ثم خرجت خلفه وقلبها يخفق فالحبيب أصبح يرى 
وضعت أمامهم المشروبات واتجهت لغرفتها تعاود الاتصال بنجاة التي كانت تخبرها عن الخطاب الذين أصبحوا يأتوا اليها وكل من يتقدم ېجرحها بكلمته انه لن تجد أحدا يرضى بها وانهم فرصه لها لا تعوض
ارتشف فارس مشروبه الساخن متنهدا
فريد انا محتاج رأيك في موضوع 
فأبتسم فريد وهو يعتدل في جلسته وينصت إليه
قلبي حاسس ان في حاجه شغلاك 
فألتمعت عين فارس بحب نحو شقيقه وزفر أنفاسه يفكر من اين سيبدء حديثه 
بصراحه انا معجب بدكتوره زميلتي بس مش قادر احدد هل الاعجاب واحده كافي ولا في حاجات تانيه غير اني متردد في قراري 
فطالعه فريد بتريث ثم ألتقط مشروبه هو الآخر 
الإعجاب زهوته في يوم بتنطفي وأحيانا بيكبر ويتحول لحب
فعقد فارس حاجبيه وقد تشتت عقله اكثر
فريد انا كده احتارت ما انا مبحبش جيداء بس اهتمامها بيا جذبني 
فتعلقت عين فريد به
انجذبت ليها من اهتمامها يبقى فكر يافارس كويس عشان يوم ماهي هتبطل تهتم بيك اعجابك بيها هيضيع الإعجاب والحب شئ عفوي مش بنقدمه هي مشاعر بتتحرك ممكن تحب انسان وتنجذب ليه من أقل حاجه بيقدمهالك فكر قبل قرارك كويس وفي النهاية هيكون اختيارك 
فأتسعت ابتسامه فارس وهو يرى شقيقه كيف يتحدث عن المشاعر عقله كان يعجز عن التصديق ان هذا الرجل الذي أمامه فريد شقيقه 
بركاتك يازينه يلي خليتي اخويا راجل بيحب البيت وبيرجع من غير ورق وملفات 
فضحك فريد بعلو صوته وقذفه بشئ خفيف كان جانبه 
انت متأكد انك دكتور 
فرفع فارس كتفيه بفخر
ومش اي دكتور ده انا دكتور نسا وتوليد يعني عيالك هيتولدوا على أيدي
بس انت أنجز في الموضوع 
فلم يحتمل فريد سخافته بعدما تحول الحديث عليه ونهض من فوق مقعده واقترب منه يلتقط لياقه قميصه 
طب يلا على تحت يادكتور عشان بنام بدري 
ولكي يضايقه هتف بأسم زينه 
يازينه جوزك بيقولي بلاش اتجوز عشان الجواز وحش 
فخرجت زينه من الغرفه بعدما سمعت هتافه بأسمها وأكمل وفريد يدفعه 
أنتي بټعذبي اخويا ولا ايه 
ليغلق فريد الباب بوجهه وينظر لها بعد أن وقفت أمامه تحدق به 
الجواز وحش يافريد 
فأقترب منها ضاحكا علي أفعال شقيقه 
أنتي ما صدقتي تصدقي كلام فارس مش كفايه اخد من الوقت بتاعنا وقطع الموضوع المهم اللي كنا هنتكلم فيه 
فدفعته عنها تتمالك ڠضبها 
الوقت ضاع وجيه وقت بيتك التاني روح عشان حماك العزيز ميستناش كتير ويشك في جوازتك من بنته مش لازم تمثلوا قدامه السعاده 
وتركته ليزفر أنفاسه بضيق فكلما سارت الأمور بينهم هادئه أتى شئ يذكرها فينقلب كل شئ عليه 
اليوم كان أول يوم لها بعملها مع سلمي كانت متحمسه بشده لذلك فأخيرا ستجد شئ تخلص فيه طاقتها السلبيه 
كان فريد يجلس بجانب والدته يتناول فطوره ويحدق بجمود بزينه التي تأكل فطورها بلهفة وسلمى تقف تعد لها الوقت بحنق 
أول يوم وهنتأخر فين الانضباط اللي اتفقنا عليه 
فأرتشفت زينه من كأس الحليب الذي أصرت امينه عليها أن تشربه
خلاص اه خلصت 
ومسحت فمها بالمنديل ليشير إليها فريد بتحذير
كملي فطارك كويس بدل مافيش شغل وانا بتلكك 
لتمط زينه شفتيها بتذمر وطالعت امينه تطلب منها دعمها 
شايفه ياماما بيتلكك ازاي على شغلي 
فضحكت امينه على حال ابنها وهتفت 
ماليش دخل بينكم 
فصړخت سلمي بعد ان جلبت حقيبتها من غرفتها 
ياعالم اتأخرنا برستيجي كده هيضيع من اول يوم 
لتشعر بكف فارس علي عنقها 
وطى صوتك يامزعجه ولا كأنك رايحه المدرسه 
اڼفجر الجميع من الضحك لتختفي سلمي من أمامهم حانقة كالأطفال فأتبعتها زينه تهتف بأسمها 
ياسلمي استنى مش هتأخر تاني اوعدك
ونهض فريد يزفر أنفاسه حانقا ليضحك فارس على حال شقيقه بعد أن غادر
الجواز خلاه راجل صبور 
لتنظر إليه امينه ضاحكه 
بكره هنبقي نشوفك انت كمان 
فألتقط الخبز من أمام
والدته
لا انا معنديش صبر للدلع ده 
وضعت أمامه كم كبير من الأوراق فور أن دلف غرفة مكتب والدها التي أصبحت غرفتها الان بعد أن تم طرد من كان يتولى مهام الشركه منذ مرض عدلي ومكوثه في المنزل 
فضحك فريد على حاله وهو يطالع الأوراق التي أمامه 
بتستغلي وجودي يعني 
فحركت رأسها وهي تزفر أنفاسها بأرهاق 
طبعا ياسيدي يبقى عندنا في الشركه ضيف زيك بمهارته ومنستغلهوش 
فقهقه فريد على حديثها 
ماشي يانادين هانم خلي السكرتيره تتصل بمدير الحسابات وانا هتصل على سهر تغلى مواعيدي 
فضمت نادين كفيها ببعضهما ووضعتهم أسفل ذقنها تعبيرا عن سعادتها
مش عارفه من غيرك هعمل ايه
فأشار إليها بحزم مصطنع 
اطلبيلي فنجان قهوة واعملي المطلوب منك وتعالى عشان تكوني مركزه معايا يااستاذه
فأنصرفت من أمامه ضاحكه 
لاء كده نخليهم اتنين قهوة 
وضع الهاتف أمامه ينظر لصورتهم وهو يلبسها خاتم خطبتهم لتدلف إليه سكرتيرته في شركته المسئوله عن توريد الاجهزه الطبيه 
دكتور يوسف هذا هو الفاكس 
فألتقطه منها وطالعه بتركيز 
اوك ماريا 
فوقفت تحدق به للحظات وانصرفت وهي تتمنى أن ينظر لها ولو قليلا فكيف لم يفتن بجمالها
وضعت أمامه قهوته پعنف وهي تستمع للمكالمه التي بينه وبين نادين في الهاتف كان يحادثها وينظر للورقه التي بيده 
فجلست زينه على مقربه منه تحرك ساقيها وتقضم اظافرها 
إلى أن انتهت المكالمه بعدما أخبرته انه لابد أن يكون غدا بالمنزل فوالدها سيأتي للغداء معهم
فنهضت من فوق المقعد الجالسه عليه تعقد ساعديها أمامها وتهتف بحنق 
يعني هتقضي اليوم كله هناك 
فتمتم وهو يطالع الأوراق التي بيده 
احتمال 
فأحتقن وجهها من بروده حديثه 
انا نازله انام مع سلمي 
ليرفع عيناه صارخا بها جعلها ترتجف من صوته 
طب اعندي واعمليها كده 
ونهض نحوها فتراجعت عنه 
ما انت مش بتراعي شعوري مش قادره استحمل تعبت 
فأغمض عيناه متنهدا من حمل ما أصبح على عاتقه 
المكالمه ومخليكي تسمعيها عشان تتأكدي
فسقطت دموعها بعجز 
انا عارفه انها اتظلمت في حياتها كتير وبقت صعبانه عليا بس انا بشړ يافريد 
واخفضت عيناها أرضا ليفتح لها ذراعيه 
تعالى 
حضنك بيريحني 
بتاعي
لوحدي 
ايوه بتاعك لوحدك 
بدأت الايام تمر وأصبحت كاميليا تعدها بأمل أن تتباطئ في تواليها وراء بعضها 
وأخذت تقطع الخضار الذي أمامها متمتمه 
انا عقلي كان فين وانا بموافق أن البت تبعد عني وتسافر أمريكا
وزفرت أنفاسها تعاتب حالها وقطع شرودها صوت رنين هاتفها فنظرت لاسم المتصل متعجبه 
أحمد بيتصل بيا دلوقتي غريبه 
وهتفت بترحيب به 
ازيك يااحمد ياحبيبي اه ياحبيبي انا فاضيه ماشي هستناك 
ووضعت هاتفها مكانه وجمعت الأغراض الموضوعة على الطاوله لتذهب بها نحو المطبخ تفكر في ذلك الحديث الهام الذي يريدها فيه 
وقفت نادين من فوق المقعد فور أن دلف عدلي لغرفة المكتب 
اهلا يابابا اتفضل نورت مكتبك 
وابتعدت عن المقعد تشير إلى مكانه 
اقعدي مكانك يانادين ده بقى مكانك خلاص واتمنى تحافظي عليه 
وجلس علي المقعد قبالتها ووضع بذقنه على عصاه
عايز حفيد يانادين ولا انتي بتضحكي عليا في علاقتك مع جوزك 
فشحب وجهها ثم تمالكت نفسها سريعا 
بابا احنا لسا مكملين شهر جواز
فضغط عدلي علي عصاه ناظرا لها بأعين كالصقر
شهر تاني وهاخدك انا للدكتور بنفسي 
وقبل أن تجيب بشئ أشار إليها بأن تصمت 
امتى هتسافري انتي وفريد بيروت لازم تاخديه وتبعديه عن مراته شويه اومال هيكون ليكي ازاي 
فأطرقت عيناها نحو القلم الموضوع فوق الملف الذي كانت تطالعه تداري عيناها عنه
هنسافر بعد فرح بنت خالته 
وقف الطعام بحلقها حتى شهد تجمدت اناملها على معلقتها 
مالكم اتصدمتوا كده أحمد طلب ايدك ياسهر 
فسعلت سهر بقوه وألتقطت
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات