رواية منة من الفصل التاسع عشر حتي الثالث والعشرون
تسير بشغف على ملامحها تركزت
عينيه على عينيها وهو يقول بنبرة عميقة هادئة
بدأت حياتي في اللحظة التي أبصرت بها عيناكي
جميلة أنتي تشبهين النسيم العليل في وسط صحراء
جافية
أنتي الحياة
أنتي الأمل
أنتي هي سلام قلب أهلكته الحياة بعثراتها ومصائبها
كل شيء يبدأ بكي
وينتهي عندك
وهي تشعر بقلبها يتضخم بحب هذا الرجل
ليل بهدوء وابتسامة عاشقة تحاول مجارته في فصاحته
بغض النظر عن أي شيء
أنا أعشقك ملكت قلبي
وسيظل لك حتى الممات
أنت الرجل الوحيد الذي أراه
لا أستطيع أن أرى سواك
أنت من يشتاق قلبي لرؤيته ويتلهف للقاه
ليل بصوت عالي وفزع
اتأخرنا على الشغل سيبني
نظر لها بزهول وهو يضحك بشدة فمن ثوان قليلة كانت مثل القطة الهادئة تنعم بأحضانه
توقفت ضحكته وهو ينظر لها
يامن بخبث
ليل بخجل شديد
نزلني وبطل جنان يا يامن وأكملت بشړ وغيرة عمياء ولو فكرت في يوم تبص لواحدة تانية ھقتلك
ضحك بشدة على چنونها وټهديدها له فهي تبدو كعصفور ضغير بجواره
هايدي باستفسار واستغراب
بس أنت هتاخد الملف ده تديه لمين مظنش إنك هتستفاد حاجة من ده كله
سامي بخبث وعينيه تلمع بشدة كأنه حصل على غنيمته
هوديه لجابر النجار أكبر منافس ليامن واللي أنا عرفته إن الصفقة دي أهم صفقة بالنسبة ليامن باشا
داخل فيها بكل السيولة اللي معاه وطبعا البركة في زكي هو اللي اداني كل المعلومات دي وهو كمان اللي جاب الملف
بس إنت عرفت جابر النجار ده منين
سامي بهدوء
يعني أكيد واحد زي يامن عنده أعداء كتير واللي سمعته بقا إن جابر ده أكبر منافس ليه وعايز يدمره بأي طريقة فعلشان كده مستحيل يرفض عرض زي ده
أومأت بهدوء وهي تفكر مليا في أمر ذاك
الرجل
قاطعه زكي بهدوء
بس قبل أي حاجة أنا عايز فلوسي أنا جبتلكم اللي أنتم عاوزينه أنا كده خلصت خلاص
اتفضل يا سيدي كده أنت خلصت شغلك معانا تقدر تمشي
أومأ بهدوء وهو يبتسم له ببرود وأخذ أمواله وخرج
كادت هايدي أن تغادر هي الأخرى ولكنه منعها
سامي بهدوء
إنتي راحة فين جابر جاي دلوقتي اقعدي علشان تقابليه معايا
أومأت بالموافقة وهي تجلس مكانها تفكر بهدوء فهي لم يكن بحسبانها أن يامن قد يخسر جميع أمواله
رأت رجل في آخر عقده الرابع بقترب منهم بخطوات هادئة ومعالم التقدم في السن تظهر جليا على ملامحه
وقف سامي بهدوء وهو يمد يده مصافحا إياه واتجه لهايدي التي وقفت بدورها لتسلم عليه
وبعد تبادل التحية جلس مكانه بهدوء
جابر بهدوء وملامحه تقطر خبثا
فين الورق المطلوب
مد سامي يده بهدوء وهو يعطيه الأوراق المطلوبة
اتفضل طلبك اللي أنت جاي علشانه
ابتسم بخبث وهو ينظر بداخل الأوراق
تمام أوي كده ولكنه أكمل بشړ بس صدقني أنا لو خسړت الصفقة دي بسببك مش هيكفيني موتك
إذا كان يامن داخل فيها بكل السيولة اللي معاه فأنا
داخل باللي ورايا وقدامي
سامي بهدوء مبتسما بشړ
لا متقلقش الصفقة دي هتبقى من نصيبك بس إحنا هيبقى لينا نصيب فيها
فأومأ له بهدوء وبعد انتهائهم من حديثهم واتفاقهم على كل شيء وقف جابر من مكانه وهو يتجه للخارج
هايدي بقلق شديد
إنت واثق في الراجل ده
سامي بهدوء
لو مكنتش واثق فيه مكنتش قابلته
.........
كان واقفا أمام المرآة وهو يرتب خصلات شعره السوداء الكثيفة مد يده بهدوء ناحية زجاجة عطره
ولكن فاجأته اليد التي منعته
ليل بابتسامة هادئة وهي تقدم له علبة هدايا ملفوفة بشكل أنيق
اتفضل هدية عيد ميلادك ثم أكملت بحرج ووجهها محمر بشدة المفروض كنت أقدمها امبارح بس نسيت
يامن بهدوء وهو يبتسم بخبث مقررا إحراجها أكثر
طيب إنتي احمريتي زي الفراولة كده ليه وبعدين أنا مش عايز هدايا كفاية هدية امبارح
وغمز لها في نهاية كلامه شعرت بالخجل الشديد من كلماته الوقحة
ولكنها أجابت بشراسة وهي ترفع حاجبها الأيسر بأناقة سحبت الهدية لحضنها
تصدق إني غلطانة إني اتكلمت معاك
لم يرد عليها لكنه فاجأها وهو يقوم بسحب الهدية من يدها يفتحها بهدوء وعلى وجهه ابتسامة مشاكسة نظر لزجاجة العطر الفاخرة الموجودة بداخلها فقربها من أنفه يستنشق رائحتها ابتسم بإعجاب شديد
يامن بهدوء وهو يبتسم لها ينثر القليل العطر على ملابسه
زوقك في العطور روعة يا ليلي
لكن رائحتك ستظل أجمل من أجمل عطر بالنسبة لي
من يدها
يامن بمشاكسة
ليل إنتي كنت عمالة تقولي هنتأخر دلوقتي إنتي اللي مأخرنا
شهقت پصدمة وهي تنظر للساعة في هاتفها فوجدتها تخطت العاشرة
ليل بفزع
يا نهار أبيض الساعة داخلة على حداشر ثم نظرت له پغضب على فكرة إنت اللي مأخرنا مش أنا
ضحك بشدة على تعبيرات وجهها الفزعة
يامن وهو ما زال مبتسما
ليلي أنا المدير أتأخر زي ما أنا عايز يلا يا ستي هننزل دلوقتي ولا تزعلي نفسك
فأبتسمت هي الأخرى على فعلته
وهي تسير بجواره تتأمل شكل أيديهم المتشابكة بابتسامة عاشقة
......
راغب بهدوء مستغربا من تغيير قراره المفاجئ
بس إنت مش قولت التنفيذ هيبقى لما ييجي هنا
ليه غيرت رأيك فجأة
رد عليه بخبث
لا الميعاد الجديد أنا ضامنه أكتر وبعدين مش عايز أسيب أي حاجة للظروف لازم
المناقصة دي ترسى عليا وإلا هننتهي
راغب بهدوء وهو يتحدث في هاتفه
التنفيذ هيبقى الساعة كام ويوم إيه
رد عليه بخبث
هيبقى بكرة بليل علشان عنده فرح
راغب باستفسار وهو يبتسم بفرح
طيب وإنت إيه اللي أكدلك المعلومة دي يا جابر
ما يمكن ما يروحش
رد عليه جابر بخبث
ما أنا اللي مديني المعلومة دي واحد من جوا الشركة فمتقلقش حتى لو حصل غلط كله هيتنفذ زي ما إحنا عايزين وبكده حتى لو كان هو اللي هياخد المناقصة فده مش هيحصل غير كده بقا أنا معايا الورق بتاع العرض بتاعه والمشروع
راغب باستغراب شديد فهو أكثر من يعلم بأن يامن لا
يفصح عن أي شيء في العمل حتى الأوراق يحتفظ بها لنفسه فهو شريك له منذ أكثر من سنة ونادرا ما يستطيع الحصول على أي معلومة منه
بس مين اللي وصلك للورق ده
جابر بهدوء وكلماته تقطر خبثا
قريب مراته هو اللي جابها ليا بنفسه ...... وأخذ يقص عليه ما حدث بالتفصيل
راغب بهدوء وهو يشعر بانقباض قلبه خوفا من هذا الرجل فعندما تعرف عليه أول مرة لم يعتقد أنه بمثل هذه الخطۏرة لذا ينبغي عليه الحذر منه أكثر من ذي قبل
لا ده إنت يتخاف منك
أطلق جابر ضحكة صاخبة
جابر بهدوء ونبرة مبطنة بالټهديد
ده بس علشان اللي يفكر يلعب معايا يعرف أنا أقدر
أعمل فيه ايه سلام بقا وعلى ميعادنا
أومأ راغب بهدوء وهو يودعه
سلام يا جابر
......
كان شاردا في أمر المناقصة فهو يخشى تذهب هذه المناقصة من بين يديه أفاق من شروده على صوت هاتفه يعلن وصول إتصال هاتفي من الشركة التي تقدم عرض المناقصة فتح الإتصال
يامن بهدوء وثبات
ألو
رد عليه الطرف الآخر
إزيك يا يامن بيه إحنا تبع شركة.....آسف إني ببلغك خبر زي ده بس إحنا أجلنا إعلان نتيجة المناقصة
لأن صاحب الشركة بيمر بظروف صحيفة صعبة
وأول ما يفوق منها هيعلن