احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الحادي عشر حتي الخامس عشر
وهم بالصعود وهو ينهي الحديث بطريقة بدت لاحمد غريبة للغاية
_تصبح على خير.
وتركه وصعد للاعلى بينما ظل أحمد محله جوار سيارته على صوتحازم من الداخل فرفع أحمد غطاء السيارة عنه انحنى بجلسته وهو يشير له على القماشة التي تمنعه عن الحديث فازاحها عنه بنفاذ صبر ليردد الاخير بحزن
_كده يا أحمد عايز ټقتل اخوك الوحيد!
_رائد متهور يا أحمد.. لو خسر المناقصة دي الموضوع مش هيعدي بسلام.
رفع عينيه إليه وكأنه كان بحاجة الحديث مع أحد ولم يجد حوله سوى أخيه المشاكس الذي قرر التنازل عن مزحه الدائم ليخبره بعقلية رجل متزن
تهدلت معالمه بحزن شديد وسأله پاختناق
_طب والحل.. أنا مستحيل أسيب الفجوة دي تتخلق بينا يا حازم.
_لو رائد مكسبش المناقصة دي يا أحمد مش لازم أنت كمان تكسبها.
رفع أحد حاجبيه بذهول
_تقصد أيه
أوضح له مقصده حينما قال
_متكشفش ورقك كله جهز عرض بديل للمناقصة دي لو رائد كسبها يبقى هتقدم العرض اللي هيضمن نجاحك أنت كمان ولو منجحش يبقى مفيش قدامك أي اختيار غير انك تقدم العرض البديل ومتنجحش أنت كمان.
_بس لا ياسين الچارحي ولا عدي هيقبلوا بده يا حازم خسارتنا قدام مهاب أبو العزم هتقيم حريقة في المقر!
أبعد عنه جرفاته بنفور من ارتداء تلك الحلى الغير مريحة وردد قائلا
_عارف وعارف كمان أن عمي مش هيكون راضي عن اللي هيحصل بعد كده بينكم يا أحمد ومش بعيد كمان يحط اللوم على عدي وهتكون في مشكلة جديدة!
_أنت حازم أخويا بجد ولا ركبك عفريت وهيختفي بعد عشر دقايق!
_انا هو نفس الشخص.. عجبتك!
واسترسل وهو يبحث عن نظاراته بجيب سرواله فارتداها وهو يستطرد بغرور
_أنا المفروض تشكروني على الجو اللي معيشكم فيه جوه غابة ياسين الچارحي.. وبدل ما تفرحوا باللي بعمله عشانكم بترموني في شنطة العربية!
قهقه أحمد عاليا وضم يده حول كتفيه وهو يحثه على الصعود برفقته للاعلى وأخبره بسخط
_انت ثروة لا تقدر بتمن يابو خالد.
تهجمت تعابيره ڠضبا
_وليه بس السيرة العكرة دي ما كنت ماشي كويس!
تعالت ضحكاته فشاركه الضحك انتهازا لتلك الفرصة التي لا تعوض فيما بينهما..
طرقات خاڤتة متتالية على باب الغرفة جعلت الصغير يعلم بكنية الطارق فهرع تجاه بابه ليكن باستقباله بنفسه رحب به ببسمة كادت بأن تصل للأذن
_جدو!
ضمھ إليه بمحبة لا تسع كون لوصفها ودخل به حتى جلسوا معا على الأريكة التي تنحدر بكرات صغيرة زرقاء تناسب أجواء الغرفة تخص الصبي رفع ياسين يده على خد الصغير بحنان بالغ
_طمني عليك يا بطل
ابتسم الصغير وهو يخبره
_انا بخير وبقيت أفضل لما حضرتك رجعت كنت خاېف انك تفضل بعيد عن القصر أكتر من كده.. بس الحمد لله إن بابا قرر يرجع حضرتك.
رفع أحد حاجبيه بشك راوده لما استمع اليه
_أفهم من كده انك اتعمدت متحذرنيش إنه عرف مكاني!
تطلع له بربكة جعلته يردف بشجاعة تحلى بها
_بصراحة آه لاني كان نفسي أشوف حضرتك.
رفع كفيه يحتضن خده بمحبة فحانت منه نظرة جانبية لمكتبه فقال متلهفا
_أيه أخر انجازات الفنان بتاعنا
ركض مسرعا تجاه مكتبه وجذب أحد لوحاته ثم عاد بها إليه فقلب ياسين بين محتويات ما رسمه بحرافية والبسمة لا تفارق شفتيه لجمال ما رآه استوقفه عدة صور تخص ظباط الشرطة وأغلبها رسومات لشتى أنواع الاسلحة جذب انتباه صورة أخيرة قريبة حدا ما لعدي ابنه وعلى ما يبدو بأن ذاك الصغير الذي يرتدي ملابس الشرطة ويقف لجواره تخص حفيده المهوس بكل ما يخص الشرطة وعلى ما يبدو بأنه يختار نفس الدرب الذي سلكه ابنه من قبل وبذل كل ما بوسعه ليمنعه من ذلك والآن سيقف مكتوف الأيدى من جديد لاح على وجهه ابتسامة عابثة ابنه الشرس لا يتناحى عن تحديه ويظن بأن ابنه لا يود أن يكون مثله هو بل مثل جده ليته يعلم حقيقة مشاعره.
أغلق ياسين اللوحة الضخمة من أمامه وراقب قلق الصغير الذي يتراقص بحدقتيه فربت بحنان على معصمه وهو يخبره
_اللي أنت عايزه هتحققه بنفسك