زينهم..
فاطمة كانت مجهزالهم الأكل وكل شئ.. وصلوهم لحد باب البيت.. حضنت بنتها كتير.. وبكوا الاتنين مع بعض.. ومشيوا..
محمود قفل الباب عليه هو وعروسته اللي كان طاير بيها من الفرح... وبدأت طقوس أحزانه اللي هتوجع قلبه العمر كله..
محمود بيحكيلي وبيقول بلهجة بسيطة
اللي حصل يا بيه ان انا قفلت علينا الباب... وكنت عاوز أفرجها الأول علي الشقة لأن الأصول عندنا ان العروسة مبتشوفش شقتها غير يوم دخلتها.
_ مش دلوقت.. انا هبقي اشوفها بعدين.
وادتنى كيس فيه فلوس كتير تقريبا الناس كان منقطاها بيهم في الحنة والفرح لأن امها مكانتش بتسيب اي حد في مناسبة من غير ما تنقطه.
قولت ليها
_بس دى فلوسك انتى.. مش كفاية اللي عملتيه معايا.
قالت لي
_ انا وانت حاجة واحدة.. استنى .
وفتحت شنطة كانت مامتها اديتهالها في ايديها وهي داخلة وطلعت منها عشرين الف جنيه وقالتله يا محمود خلي دول معاك لأي ظرف.
أصرت انه يخليهم معاه لأي حاحة تحصل.
بيقول كانت كويسة جدا... محمود قالها ناكل الأول ولا نصلي ركعتين سنة الزواج الأول... قالت له
_ نصلي الأول.. بس انت خليك هنا وانا هدخل أغير هدومى واتوضي واصلي ركعتين شكر وبعدين اناديلك تصلي معايا.
عاكسها زي اي عرسان وقال لها
_طيب.
وضحكوا ودخلت اوضتها وقفلت الباب..
.. فضل مستنى... ربع ساعة.. نص ساعة.. بيقول انا عارف انها بتحب الصلاة والدعاء فحبيت اسيبها براحتها.. ساعة الا ربع ... مناديتش عليه.. وهو قاعد في الأنتريه شاف خيال كأنه رايح تجاه الأوضة!... فكرها طلعت... راح لقي الباب لسه مقفول.. فتح الباب وهو بيهزر بيقولها ايه يا مولانا هو
لقاها لسه ساجدة... لكن من غير صوت و من غير بكاء.. حاول يحركها وقعت علي جنبها مبتتحركش ووشها مبتسم!.
صړخ... فتح الباب وجري في الشارع يدور على دكتور مفيش... ناس جيرانه جم فضلوا يكبوا ماية كتير جدا علي وشها.. شالوها اخدوها في عربيتهم طلعوا على المستشفي.. قابلهم طبيب الطوارئ بكلمة محمود مش هينساها لما قاله البقاء لله.
الدكتور لما عرف انها عروسة متجوزة من ساعتين قلق... وبلغ الشرطة...جه ظابط معجبهوش شكل البنت اللي نايمة زي الملاك خاصة ان وشها مفيش عليه نقطة ماكياج واحدة.. وقال عروسة ازاى.
لما جات له الموافقة قال للعسكري انقل يابنى علي مشرحة زينهم.
محمود مش مستوعب اللي بيحصل.. وحاسس انه في حلم... محمود لسه لابس بدلته مغيرش هدومه.. يا دوب فك الكرافت وقلع الجاكيت... والمطلوب منه دلوقتى ان عروسته اللي مقلعهاش فستانها يشتريلها كفنها!.
عربية اسعاف نقلت الچثة المشرحة.. محمود راكب معاها... بيبصلها في ذهول... والبنت ملاك نايم... مبتسمة... في هدوء و طمأنينة غريبة.
مجاش في باله لحظة انه يكلم امها او اخوها ولا اساسا مستوعب انه يعمل