داغر و داليدا الفصل الثاني والعشرين
من مواجهتها فلا يعلم ما الذي يجب عليه قوله لها و مواستها به فقلبه ممزق..
تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه على جسدها المستلقي فوق فراش المشفي تنظر امامها بعينين جامده...شارده كما لو كانت بعالم اخر غير عالمهم هذا...
اقترب منها بخطوات متهالكه شاعرا پألم ېمزق روحه و هو يراها في حالتها تلك جلس مقابلا لها علي الفراش هامسا باسمها بصوت منخفض و هو يغصب شفتيه علي رسم ابتسامه لطيفه...
اخذت ترفرف بعينيها عدة لحظات قبل ان تنصب عليه كما لو انها تحاول استعاب وجوده معها..
اهتز جسد داغر پصدمه فور رؤيته لها ټنفجر فجأه باكيه بدموع غزيره اغرقت وجنتيها...
انا معاكي ...معاكي يا حبيبتي...
احتضن رأسها الي صدره مربتا بحنان علي شعرها بصمت تاركا اياها تبكي مانحا اياها الفرصه لكي تخرج ما بها من الم و خوف
انحنى جبينها بحنان مستنشقا رائحتها بعمق محاولا تهدئت ارتجافة قلبه و هو لا يزال يربت علي شعرها مهدهدا اياها بحنان ...لكن عندما ازداد انتحابها و ارتجافة جسدها بين ذراعيه... اسرع بغلق عينيه بقوه محاولا التحكم بتلك الدموع التي احتقنت بها عينيه حتي لا يجعلها تراه وهو بحالته الضعيفه تلك حتي لا يزيد من حزنها ..
ظل يهدهدها بحنان بين ذراعيه كما لو كانت طفله صغيره و عندما شعر باهتزازت جسدها تهدأ اخذ يتحدث معها بصوت منخفض محاولا بث الاطمئنان بها حتي تنفك عقدة لسانها..
ليكمل بصوت جعله واثقا قدر الامكان حتي يبث الاطمئنان بها
و انتي هتخفي..و هتبقي كويسه و الله هتخفي .....
رأها تخفض عينيها تتطلع بعذاب وحسره الي يديها المرتخيه بجانبها علي الفراش و قدميها المغطاه بالشرشف...
ليفهم ما تحاول قوله همس في اذنها بصوت واثق و هو يزيد من احتضانه لها
و الله هتبقي كويسه....
انحني عليها ينظر الها بثبات بعينيه المحتقنه كالډماء و هو يكمل بصوت اجش صارم كما لو كان يقطع لها عهدا
هتقومي و هتتحركي ولو كلفني ده كل جنيه املكه...
انتي اهم و اغلي حاجه في حياتي يا داليدا...علشان خاطري.. لو بتحبيني بجد مش هتستسلمي و هتبقي قويه...
شعر بقلبه يرتجف داخل صدره بقوه عندما دفنت وجهها المبلل بالدموع بعنقه تبكي بصمت ليكمل بصوت مخټنق...
علشان خاطري يا داليدا ح...
توقف عن تكملة جملته عندما سمعها تهمس بصوت ضعيف اسمه رفع وجهها عن عنقه و هو لا يصدق انها تحدثت و نطقت اسمه بالفعل اخذ يتطلع اليها بأمل لكنها كانت تبكي بصمت و لم تتحرك شفتيها ليشعر باليائس يسيطر عليه من جديد عندما علم انه كان يتخيل ذلك ....
انا خاېفه ...خاېفه اوي
همست بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الممزقه التي بدأت تندلع من حنجرتها
علشان خاطري متسبنيش انا حاسه اني لوحديانا ماليش غيرك
ضمھا داغر رأسها . متفرقه وهو لم يعد يستطع حبس دموعه اكثر من ذلك بينما يحمد الله...
ظل ډافنا وجهه بشعرها مشددا من لها محاولا تمالك نفسه و السيطره علي ذلك الالم الذي يعصف بقلبه..
استنشق بعمق قبل ان يمسح وجهه سريعا بيده الهتزه الدموع العالقه به محيطا وجهها بيديه
انا معاكيو هفضل معاكي لاخر لحظه في عمري في كل خطوه و في كل لحظه في اللي جاي انا معاكي في ظهرك...و عمرك ما هتبقي لوحدك ...
حاولت رفع يدها لكي تضعها علي خدها كما هي معتاده متناسيه حالتها و