السبت 21 ديسمبر 2024

الفصل الاول والثاني من رواية دلالي بقلم أماني جلال

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


حلو بس عايز شوية ترتيب قالتها وهي تفتح الدرج وتخرج منه علبة الخياطة وأخذت تصغره لها مرة ومرتان وثلاثة حتى أصبح يناسبها نوعا ما ولكن ضاع جمال الفستان
يعني خلاص هتمشي وتسبيني قالها شهم وهو ينظر لها بحزن لتبتسم له وقبل ان ترد
إنفتح الباب عليهم ودخل عمها الوحيد عبد الرحمن الذي نظر لها بحزن فهو غير راضي على مايحدث ولكن ما باليد حيلة لهذا تنهد للمرة الألف وقال موجه كلامه لزوجته متجاهل نظرات تلك الصغيرة له لكي لا ټخونه دموعه عليها

يلا هاتيها العربية مستنياها برا
نظرت شيماء بتساؤل
العمدة جاااا
دخل والد دلال وقال بإنزعاج يجي فين لا طبعا هو بعت السواق بتاعه عشان ياخد عروسته يلا همي بقى ومش هوصيكي على دلال عايزك تفهميها وتوعيها وماترجعيش غير لما تجيبي بإيدك بياضها
أومأت رأسها بنعم ثم أخذت دلال من يدها وجعلتها تترك شهم وسحبتها للخارج بعدما أنزلت الطرحة على وجهها لتكافح تلك المسكينه بالسير مع هذا الفستان الذي بقياس طولها مرتين
وما إن أجلستها بالخلف بتعب حتى جلست إلى جوارها وهي تتجاهل تساؤلات تلك الطفلة وإستفساراتها أين هم ذاهبون
أما دلال ما إن وجدت الصمت هو الرد الوحيد على تساؤلاتها حتى صمتت هي الأخرى لتبتسم عندما وقع نظرها على يدها فهي كانت ترتدي خاتم من الذهب نعم واسع على أصابعها الناعمة ولكنه جميل ولامع
خرجت من تأملها على صوت زوجة عمها وهي تقول لها
يلا هاتي إيدك عشان أساعدك تنزلي
نزلت معها بصعوبة وهي تنهج من ثقل الفستان
وما إن إستقامت بجسدها حتى رفعت نظرها بإندهاش فهي وجدت نفسها بداخل سرايا فخمة وجميلة جدا لتقول بإستفسار
إحنا فين !
شيماء بأعصاب تالفة من كل مايحدث 
يعني هنكون فين يعني ده بيت جوزك
جوزي قالتها بإستغراب ممزوج بذهول فكل همها كان الفستان والمكياج والذهب فقط لا غير
أخذت تمشي مع الأخرى مسيرة لا مخيرة وهي تنظر حولها بإنبهار لتنتفض بفزع عندما أطلقت الزغاريط ما إن دخلوا السرايا
لتجد أمامها أربعة أشخاص رجل مسن جالس و ثلاث نساء خلفه يقفون ينظرون لها بغل وحقد فلو النظرات ټقتل لكانت ماټت قټيله بسم نظراتهم لها
تعثرت بخطوتها ما إن دفعتها زوجة عمها للأمام وهي تقدمها وتقول بعدما رفعت عن وجهها الخمار الأبيض الشفاف
أهي عروستك ياعمدة ألف مبروك أظن قمر ومافيش بعد كده
رفعت دلال نظراتها نحو ذاك المسن الموجه كلام له لتجده ينظر عليها بتركيز وهو يمسح على شاربه الأبيض
أخذت تنظر له بتخوف لا تدري لما إمتلئت منه ړعبا لتعود إلى الخلف بسرعة ومسكت يد زوجة عمها التي سرعان ما أخذتها إلى الطابق الأعلى وهي تزغرط بعدما أمر العمدة أحد الخدم بأن 
يتم توصيل عروسه الجديدة لغرفتها
إلتفتت دلال لزوجة عمها بعدما دخلوا الغرفة
وأغلقوا الباب عليهم وقالت بهمس يرجف وهي تتمسك بكف يدها
رجعيني للبيت بالله عليكي أنا مش عايزة أتجوز
إلتفتت شيماء نحو الباب خوفا بأن يسمعها أحدثم إلتفتت لها مرة أخرى وقالت وهي تضع سبابتها على شفتيها
هششششش عيب كده إوعى حد يسمعك تقولي كده لاحسن أبوكي يجيب خبرك ده جوزك وده بيتك هو إنتي مش وافقتي ع الجواز
دلال بترجي خديني غيرت رأيى مش عايزة
مسحت الأخرى على وجهها بإختناق لتمسك يدها وسحبتها معها وما إن جلست على الأريكة حتى قالت بهدوء
شوفي ياحبيبتي ده جواز مش لعب عيال وبعدين
يابنتي ده حال كل بنت مسيرها بيت جوزها
كادت دلال أن تتكلم برفض إلا أنها منعتها وهي تقول بصرامة
ولا كلمة مفهوم أنا دلوقتي هنزل تحت والعمدة هيطلعلك واللي هيعوزه منك تنفذيه بالحرف إياكي تقولي لاء إياكي لازم أرجع للبيت ومعايا البشارة وإلا أبوكي وقتها هيجي ېدفنك بإيده سامعة بقولك سامعة
حركت دلال رأسها برضوخ وهي تبكي ولكن سرعان ما مسحت دموعها پخوف ما إن صړخت بها الأخرى وما إن خرجت وتركتها لوحدها بهذا السچن نعم سجن حرفيا فهي رغم الثراء الذي يحيط بها الآن إلا أن برائتها أخذت تدق أجراس التحذير وعدم الإطمئنان بداخلها ما إن وجدت ذلك الرجل البشع من وجهت نظرها يفتح الباب ويدخل عليها
ليغلق الباب بالمفتاح من الداخل ومع صوت القفل كان ينتفض جسدها بإستغاثة لا تعلم ماذا يريد منها ولكن كل ما تعلمه إنها ستموت ړعبا وهي تجهل السبب لماهي عليه الآن
أخذت تنتفض كالسمكة الخارجة من الماء ما إن وجدته يقترب منها بخطواته بعدما رمى عبائته أرضا لتهدأ أنفاسها قليلا عندما رأته يجلس على طرف السرير ولكن سرعان ما عاد خۏفها بأضعاف عندما أخذ يضرب على فخذه بخفه وهو يقول بصوت خشن مبحوح
تعالي هنا وما إن وجدها جامدة حتى كرر طلبه لتحرك رأسها برفض سريع وهي تعود للخلف وكأنها تريد الفرار من كل هذا
لتتوقف عن التراجع وأخذت تنظر له بترقب عندما أخذ يخرج من جلبابه قلادة جميلة جدا على شكل زهرة مصنوعة من الذهب
عجبتك ما إن قالها بمكر وهو يتفحصهالم تدركها هي ليبتسم بانتصار عندما وجدها تحرك رأسها بنعم ليكمل كلامه تعالي خديها
لو أخدتها حتبقى ليا ولا هتاخذها مني
هتبقى ليكي تعالي خديها
أخذت تقترب وهي تتمعن بجمال هذه القلادة وهي لا تصدق بأنها ستكون لها ولكن ما إن وصلت أمامه تماما ومدت يدها لتأخذها حتى صړخت پصدمة وهي تفتح عينيها بړعب عندما سحب القلادة ومسك كفها الصغير بيده
لتضع دلال يدها على وجهها وصړخت بړعب لا يوصف عندما وجدت هذا الشئ البشع إنحنى عليها
اما في الخارج جلست بإنهيار على أعلى درج السرايا فقدميها لم تعد تعينها على حمل جسدها وضعت يديها على وجهها وأخذت تبكي بحړقة ما إن ملئ صړاخ دلال الطابق الثاني
أخذت ټضرب رأسها بسور الدرج عندما وصلها صوت الأخرى مكتوم هذا يعني بأنه كمم فمها لكي لا تزعجه يالله تذبح تلك الصغيرة ولا يحق لها أن تصرخ حتى
خرجت من حالتها هذه وأخذت تمسح دموعها ما إن رفعت عينيها و وجدت زوجاته الثلاثة يقفون أمامها تقسم بأن منظرهم يدل على أنهم يريدون أن يقطعوها إربا إربا نعم يفصل بينهم الدرج بأكمله فهم يقفون أمام السلم تماما إلا أن أنفاسهم الحاړقة وصلتها
نظراتهم لها كانت حاقدة بمعنى الكلمة  
كيف ستعيش معهم تلك الصغيرة هذا كان تفكيرها لتقطب جبينها بضيق عندما سمعت أحدهم تنطق بجمود وهي تنظر لها
عنايات (زوجة الثانية للعمدة )
ماتخافيش عليها دي كلها شكة دبوس صح هي قطة صغيرة بس إيه بسبع ترواح وأكتر كمان
لتشهق نرجس (زوجة الثالثة للعمدة ) وهي تلوي شفتيها وتقول
تصدقي عندك حق دي باين عليها قادرة إذا كان وهي بالسن ده جابت العمدة بذات نفسه أومال دي لو كبيرة شوية كمان هتعمل فينا إيه
نهضت شيماء پغضب من ما سمعت ولكن قبل أن تتكلم وتوجه كلامها للزوجة الكبيرة التي كانت صامته بأن مايحصل هنا غير لائق إلا إنها نست كل هذا وإلتفتت للخلف عندما سمعت صوت قفل الباب يفتح من الداخل وخرج من خلاله العمدة وهو يهندم ثيابه
لتهرول له بلهفة وما إن وقفت أمامه وهي تسأله 
بنبرة مليئة بالخۏف
دلال كويسة !
أخذ يتمعن بها بصمت وهو يمسح على
 

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات