الأحد 22 ديسمبر 2024

الفصل الاول والثاني من رواية دلالي بقلم أماني جلال

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى وضعت الاخرى الطبق بضيق على الطاولة وتوجهت نحو المطبخ لتأتي بباقي الطعام وما ان انتهت كادت ان تتسلل غلسه وتصعد لتناديه إلا انها توقفت بحماس هي والاخريات عندما وجدوه ينزل عن الدرج وهو يجفف شعره بالمنشفه والذي ما ان اقترب منهم حتى رماه عليهم وذهب نحو مقعده الذي يترأس الطاولة
نظر حوليه برضا ما ان جلس الجميع بمكانه واخذ بتناول الطعام إلا انه توقف عندما وجد دلال تنزل بحاله يرثى لها وتوجهت نحوهم تريد تناول الطعام فهي لم تاكل شئ منذ يوم كامل

اخذ يكمل طعامه برضا فهي نفذت ما امرها به اخذ ينظر لها بين الحين والاخرى كيف تأكل بخجل مرر نظره على ثيابها وعلى حالتها ثم نظر لزوجته الكبير وقال بمغزه
ابقي علميها واجباتها الزوجيه
اغمضت عينيها بقبول وهي تقول 
عنيا ليك ياعمده
نرجس پحقد دفين وانا بقى هعلمها واجباتها المنزليه
اومأ لها دون كلام واخذ يكمل طعامه بهدوء وما ان انتهوا حتى نهض الجميع عن الطاوله متوجهين لصاله لشرب الشاي إلا ان نرجس وقفت امام دلال و وضعت يدها على خصرتها وقالت وهي ترفع لها احدى حاجبيها
على فين العزم ان شاء الله هو اكل ومرعى وقلة صنعه ولا إيه
رمشت دلال بأهدابها وقال بعدم فهم 
في ايه !
أشارة الى الطاولة وقالت في المواعين دي عايزه تنغسل ده غير الي جوا
نطقت دلال بتعب حقيقي فهي بالكاد تقف على اقدامها بس انا جسمي بيوجعني اوي ومش قادرة
دفعتها نحو الطاولة وهي تقول يله قدامي انجري بلا جسمي بلا رجلي بلا دلع ماسخ
اومأت له پخوف واخذت تحمل الاطباق بيدين ترجف وتنقلهم لداخل المطبخ وبدأت تغسلهم بعدما رتبت الطاولة
وما ان انتهت واخذت تصعد للاعلى حتى توقفت 
عندما سمعت الاخرى تقول لها بأمر
كل يوم من ده مش عايزة دلع سامعة !!!!
حركت رأسها بنعم دون ان تنطق فهي لاتقوى على الكلام واكملت صعودها الى الاعلى
وهكذا مرت عليها الأيام بين اسوار هذه السرايا السوداء من اعمال منزليه التي جعلتها نرجس تقوم بها كلها وما بين ارضاء ذلك الکابوس الذي تفضل العمل كله على ان يقترب منها
واخذت تمضي الأيام الواحده تلوى الاخرى وهي حالتها من سيئ للأسوء حياتها اصبحت عڈاب في عڈاب فهي انتقلت من مرحلة الطفوله الى مرحلة الشيخوخه خلال شهر واحد فقط
كانت الاعمال الشاقه والضغوطات النفسيه اكبر من عمرها بمراحل وجسدها الذي اصبح كالهيكل العظمي حرفيا أما عينيها فقد سړقة ظلام الليل وفرشته تحتها لتصنع من نظراتها التي كانت مفعمه بالحيوية الى الاخرى باهته مخيفه هذا هو حال صغيرتنا دلال خلال الشهر الماضي وما زاد الطين بلا هو سفر شيماء وشهم وعدم تواجدهم معها مما جعلها تشعر بالوحده
كانت دلال تقف بالمطبخ تصنع العشاء بتعب وارهاق لا يوصف لدرجة انها سندت نفسها على احدى الجدران واخذت تزحف بجسدها للاسفل لتجلس القرفصاء على الارض وهي مغمضت العينين فهي تقسم بأن العالم بأسره اخذ يدور برأسها من فرط التعب
فتحت عينيها منتفضه خوفا ما ان دخلت عليها عنايات (الزوجه الثانية) وهي تشهق وټضرب على صدرها وتقول انتي نمتي ده مابقاش عشا لاااا
بقى سحور
لالا انا خلصت حتى بصي اهو قالتها دلال وهي تنهض واخذت تريها ما صنعت لكي تثبت لها بإن كل شئ جاهز
اقتربت عنايات واخذت تدقق بالطعام وهي تقول بتقيم امممممم تمام تمام على الله يكون طعمه يشرف وإلا الحجه عطيات (زوجته الاولى ) تقصف رقبتك اصلي اخوها برا هيتعشا معانا ومش عايزة غلطه
كادت ان تأكد لها بإن كل شئ تمام ولكن دخول نرجس عليهم قطع حديثهم وهي تقول بعجرفه
هو احنا هنفضل نستنا كتير
نظرت لها دلال بتعب انا خلصت خلاص
زمت نرجس شفتيها بعدم رضا وهي تقول 
طب كويس ما تجهزي السفرة ولا مستنيه احنا الي نجهزها
لالا خلاص اهو اهو قالتها دلال واخذت تسكب العشاء
في الصاله كانت تجلس الحجة عطيات والى جانبها اخيها الذي كان يقول بستفسار وهو يدعك ذقنه
إلا قوليلي هو عثمان تجوز الرابعه بجد ! 
ولا دي إشاعة
آه !!
نظر لها بستغراب آه ايه بالضبط !
الحجه عطيات ببرود أتجوز
رد عليها الاخر پصدمه يابرودك ياشيخة كدة بالساهل تقوليها ده انتي قادرة بقى ويتخاف منك
نظرت له من طرف عينيها عايزني اعمل ايه
رد عليها وهو يفكر هو تجوز عليكي التانية والتالته وانت قصاد ده حرمتي عليهم الخلفه بعد ما حطيتي لعصمان اعشاب تخلي عقيم ومع كده ما حرمش قام جاب الرابعه
الحجة عطيات بشړ لانه عايز يبقى عنده الولد وانا حلفت اني مش هخلي يشم لا ريحة ولد ولا بنت من ست غيري بناتي انا وبس الي هتورث
ده ابليس يتعلم منك ويقولك يامعلمه بس 
انتي ضامنه الاعشاب دي فعلا تقطع عنه الخلفه
ردت عليه بتأكيد مش بس تقطع دي تمحيها
اللهم صل ع النبي احسن مين الكتكوته دي
قالها مغيرا للحوارما ان وقع نظرع على تلك الصغيرة الفاتنه التي خرجت من المطبخ و 
وضعت الاطباق على السفرة
عطيات بعصبيه عينك يامنصور !!!!
لاء لالالا مش هي دي العروسه الجديدة صح 
اوعى تقولي هي اوعي
لاء هي بذاتها
ده عثمان (العمدة) تجنن ولا ايه دي صغيره اوي عليه دي لسه وردة مغمضه وهو عدا الخمسين سنه ده حرام
لتقول عطيات بستغراب شديد من ماسمعت حرام !!!! وهو انت تعرف الحړام يامنصور ده انت ماتركعهاش
اخذ يبتلع لعابه برغبه وهو يتمعن بالعروس السرايا الصغيره وهو يقول بعدما اخذ يمسح على صدره بالحجات دي اعرف
طب قوم نتعشا ولم الدور احسلك قالتها پحده وهي تنهض ما ان رأت العمدة ينزل على الدرج
تجمعوا حول الطاولة واخذ يتناولون طعامهم وهم يتناقشون في امور عديدة ويضحكون إلا دلال كانت في عالم بعيد لا يمد لهم بصلة تشعر بإن تعب الدنيا على اكتافها
رفعت الملعقة تريد تناول الطعام إلا انها انزلتها بسرعة ما ان بدأت تشعر بالغثيان اخذت تعض
على شفتيها وهي تقاوم ذلك الدوار اللعېن الذي اصبح يصاحبها بالأيام الاخيرة
نهضت وهي تسند نفسها على سطح الطاولة عندما وجدت بإن الجميع قد انتهى من تناول العشاء إلا انها لم تقوى على الوقوف وماهي سوى جزء من الثانية حتى شعرت ببئرة من الظلام الدامس يبتلعها ما ان خانتها قدميها وعجزت عن حملها لتسقط بعدها لنتيحة ذلك كالچثة الهامدة على الارض
دلال ما ان صړخت بها نرجس حتى 
الټفت الجميع لها ليركض منصور بسرعه وحملها بين ذراعيه واخذ يعصر جسدها بيده غلستنا حاول عثمان التدخل ليحملها منه إلا ان اخر تخطاهم وصعد بها للاعلى عندما امرته اخته بذلك
في الطابق الثاني بعد مرور نصف ساعة من الزمن 
فتح باب الجناح الخاص بدلال لتخرج منه كل من عنايات ونرجس وهم عابسين الوجه ويكادون ان يتميزون غيضا
مالكم قالتها الحجة عطيات وهي تنظر لهم بتمعن ليأكد العمدة على كلامها وهو يقول بضجر
مالكم مبلمين كده ليه ما تنطقوا
كادوا ان يتكلمون إلا ان الانضار كلها توجهت لدايه
التي خرجت وهي تزغرط بحماس لايوصف ولكنها سرعان ما توقفت عندما صړخت بها الحجة عطيات
اكتمي !!!!!!! انتي نسيتي نفسك ولا ايه
انا اسفه والله بس من فرحتي اكملت كلامها وهي تنظر
 

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات